كن متواضعاً وستحصل على الاحترام: تكريم الدروع في جريدة المدينة

في عصر تكريمات العبث: دروع وشهادات ورقية

يكاد المشهد يتكرر أمامنا كل يوم.. شخصيات حوَّلت حساباتها في وسائل التواصل إلى «معرض دروع» متحرك! فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويطل علينا هذا الشخص أو ذاك، وهو إما يتسلَّم درعاً كريستالياً شفافاً، أو يُسلم شهادة شكر مُذهّبة لمن منحه الدرع الأسبوع الماضي.. تسأل عن إنجازات هؤلاء القوم التي استحقوا عليها كل هذه الحفاوة؟ فتصطدم بالفراغ! تعيد السؤال عن صفات «المُكرَّم أو المُكرِّم» العملية، أو وظيفته أو مصداقية مؤسسته؟ فلا تجد غير السراب!

المشكلة أن هذه التكريمات الجوفاء تنجح في أحيان كثيرة في«ذر الرماد في العيون».. فتقع في نفوس بعض البسطاء موقع التصديق، فينظرون لهذا «المُكرَّم»، وكأنه قامة وطنية أو إدارية فذة، ويُصدِّقون هذه الترهات المصطنعة، بينما هو في حقيقة الأمر مجرد «بالون» منفوخ، لا يملك فكراً ولا منجزاً حقيقياً.. هكذا يتم تزييف الوعي، وصناعة رموز من ورق!

لقد أصبحنا أمام «هياط» من نوعٍ آخر.. حفلات تُصرف عليها ميزانيات، وتُلتقط فيها آلاف الصور، وتُكتب فيها قصائد، والنتيجة صفر مكعب.. الدروع التي كانت رمزاً للكفاح، أصبحت تُباع في محلات الهدايا بأسعار الجملة، ليشتريها «المُكرِّم» من ميزانية العلاقات العامة، ويهديها لـ «المُكرَّم» الذي لم يفعل شيئاً سوى أنه «خوي» وعده برد التكريم في أقرب فرصة!

الدروع المُذهَّبة لا تصنع المنجزات أيها المزيفون، والشهادات الورقية لا تستر فشلكم المهني.. الإنجاز الحقيقي هو ما يمكث في الأرض وينفع الناس، أما زبد «حفلاتكم الكاذبة» فسيذهب جفاءً، ولن يتبقى منه إلا صور باهتة تذكركم بهذا الإثم المتبادل، ودروع في زوايا مهملة تجمع بين الغبار والسخرية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى