تحديات تطبيق الديمقراطية بين العرب

تحقيق نظام ديمقراطي ناجح في الوطن العربي: بين الواقع والمأمول
منذ كتابة جورج أورويل لروايته الشهيرة “مزرعة الحيوانات” في عام 1945، أصبحت قصة الثورة التي قادتها الخنازير ضد مالك المزرعة، مثالًا ساخرًا على المفارقة بين الوعود الثورية والواقع الذي يرتدي وجهًا جديدًا. يعترف أورويل بأن قصته كانت إسقاطًا على الثورة البلشفية التي اطاحت بالقيصرية الروسية، ولكنها انتهت بحكم الحزب الواحد والتغول الأمني.
التناقضات التي شابت الديمقراطية منذ القدم في أثينا، حيث كان حكم الشعب حكرًا على فئة محدودة من الرجال الأحرار. في العصر الحديث، تحولت الديمقراطية إلى منظومة تجمع بين حكم الأغلبية وحماية الأقليات.
على الرغم من الترويج للنموذج الغربي، فإن التجارب التي سعت واشنطن لفرضها في الخارج لم تنتج نظامًا ديمقراطيًا ناجحًا. بينما نجحت الملكيات العربية في تحقيق تنمية شاملة واستقرارا قويًا.
السؤال الجوهري يبقى: هل الديمقراطية هي الغاية بذاتها أم وسيلة لتحقيق الحكم الرشيد؟ وهل يجب على العرب استلهام تجاربهم وتراثهم لبناء منظومات تخدم الإنسان وتحقق الاستدامة؟
ما يحتاجه الوطن العربي اليوم هو مراجعة نقدية تعيد تعريف “الحكم الرشيد” وفق معايير النتائج، لا الشعارات. وعلى المفكرين والخبراء العرب أن يبنوا منظومات قادرة على تحقيق الاستدامة وصون كرامة الإنسان.



