الثلاثاء 25 فبراير 2025 | 01:26 صباحاً
الدكتورة إيمان الريس
تشير الدكتورة إيمان الريس، الاستشارية النفسية والتربوية، إلى أن ظاهرة التنمر بين الأطفال والمراهقين تمثل تحديًا كبيرًا للأسرة والمجتمع على حد سواء، نظرًا لتأثيراتها النفسية العميقة التي قد تصل إلى الانتحار في بعض الحالات.
وفي حوارها الأخير، سلطت “الريس” الضوء على ضرورة أن يعترف الآباء بالمشكلة عند ظهورها داخل المنزل وأن يتعاملوا معها بحكمة، لأن تجاهلها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على نفسية الأطفال ومستقبلهم.
وأكدت الدكتورة إيمان الريس، أن التنمر لا يقتصر على المضايقات الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل الإساءات اللفظية والنفسية التي يمكن أن تدمر ثقة الطفل بنفسه وتؤثر على صحته النفسية.
التنمر.. مشكلة تحتاج إلى وعي مجتمعي
وأوضحت في تصريحات خاصة لموقع “بلدنا اليوم”، أن بعض الآباء والأمهات يتجاهلون هذه الظاهرة ويعتقدون أن الطفل يتعلم هذه السلوكيات من المدرسة أو النادي أو من أصدقائه، دون أن يدركوا أن هذا الإنكار قد يكون سببًا في تفاقم المشكلة.
وأضافت “الريس”: “أفضل أم أو أب هو من يتعرف على المشكلة ويطلب المساعدة فورًا، بدلاً من تجاهلها أو إلقاء اللوم على الآخرين، وفي بعض الأحيان، يحتاج الآباء أنفسهم إلى دعم لتعلم كيفية التعامل مع أطفالهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة.
وأشارت إلى أن التنمر يمكن أن يستمر مع الأطفال ليصل إلى مرحلة البلوغ، حيث يمكن أن يتحول الشخص المتنمر إلى مدير يتنمر على موظفيه أو فرد في المجتمع يسيء إلى الآخرين بطرق مؤذية.
حالة صادمة.. طفل يحاول الانتحار بسبب التنمر
وتحدثت “الريس” عن قصة حقيقية حدثت منذ شهر، حيث حاول طفل في الصف الثاني الإعدادي الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى مبنى المدرسة، بعد أن تعرض لسخرية شديدة من زملائه بسبب مظهره الخارجي، موضحة: “هذا مثال واقعي على التأثير النفسي المدمر للتنمر على الأطفال، وفي الماضي، ربما كنا نعتبر المزاح على الأشكال أمرًا عاديًا، لكن اليوم أصبح الأطفال أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، وذلك نتيجة لغياب الدعم الأسري المناسب”.
كما شددت على ضرورة أن يتعلم الأطفال من الأسرة أن السخرية من الآخرين بسبب الشكل أو اللون أو اللغة أو المستوى التعليمي هي أمور خاطئة، بل وحرام من الناحية الأخلاقية والدينية، موضحة أن التنمر ليس مجرد ظاهرة طفيفة يمكن التغاضي عنها، بل هي مشكلة متنامية تؤدي إلى إصابة الأطفال بأمراض نفسية خطيرة قد تؤثر على حياتهم المستقبلية.
كيف تتعامل الأسرة مع ظاهرة التنمر؟
وأكدت في ختام حديثها أن الحل يبدأ من الأسرة، حيث يجب على الآباء أن يكونوا واعين ويقدموا الدعم اللازم لأبنائهم، سواء كانوا ضحايا للتنمر أو حتى متنمرين.
وشددت على أن دور الأسرة يمثل 80% من الحل لهذه المشكلة، لأنه إذا تم التعامل مع المشكلة بوعي وحكمة داخل المنزل، فإن ذلك سيقلل من تأثيرها على الأطفال بشكل كبير.
وفي ضوء ما قدمته الدكتورة إيمان الريس، يتضح أن التنمر يمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأطفال النفسية والاجتماعية، وأن الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في الحد من هذه الظاهرة.
والاعتراف بالمشكلة والتعامل معها فورًا هو الخطوة الأولى نحو حلها ومنع تفاقمها، كما يجب على الآباء والمجتمع بأكمله توفير الدعم المناسب للأطفال والمراهقين لتفادي العواقب الوخيمة التي قد تصل إلى حد الانتحار.