تحتل "ليلة النصف من رمضان" مكانة خاصة في قلوب التونسيين، حيث تُعتبر مناسبة دينية واجتماعية مميزة. يُطلق عليها محليًا اسم "ليلة النص"، وهي تُقام في منتصف الشهر الكريم كعلامة على اقتراب عيد الفطر. يُحتفل بهذه الليلة عبر طقوس متوارثة، تبدأ بتزيين المساجد وإقامة الصلوات، وتنتهي بالاجتماع حول مائدة إفطار تجتمع عليها العائلة بأكملها. تشهد هذه الليلة أيضًا إقبالًا كبيرًا على المساجد، خاصة جامع الزيتونة، الذي يعد رمزًا دينيًا وتاريخيًا مهمًا في تونس.
طقوس المساجد في ليلة النص
تزدان المساجد في هذه الليلة بالمصابيح الملونة، وتُرفع أصوات التكبيرات والتهاليل من المآذن. يتميز الاحتفال برش "ماء الزهر" على أكف المصلين كعلامة على التبرك. كما يُحتفل بهذه الليلة عبر إقامة صلاة التراويح وحلقات الذكر والمحاضرات الدينية. يحرص الكثير من الآباء على اصطحاب أطفالهم إلى المساجد لتعليمهم الصلاة والمشاركة في الطقوس الدينية.
جامع الزيتونة: قلب الاحتفالات
يُعتبر جامع الزيتونة في العاصمة تونس واحدًا من أبرز المساجد التي تشهد إقبالًا كبيرًا خلال هذه الليلة. بُني في العام 699م، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد وأهميته الدينية والعلمية. خلال ليلة النص، يتحول الجامع إلى مركز للصلوات والطقوس الدينية، حيث يتجمع المصلون من مختلف المناطق للدعاء وطلب الرحمة.
المائدة التونسية في ليلة النص
تتربع أطباق الكسكسي المزينة بالزبيب واللوز على موائد الإفطار في هذه الليلة. يُعد الكسكسي طبقًا رئيسيًا في المناسبات الدينية، ويُعبر عن روح الكرم والتضامن الاجتماعي. تحرص العائلات على التصدق بوجبات الكسكسي للفقراء كجزء من تقاليدها المتوارثة. بالإضافة إلى ذلك، تُقام في هذه الليلة احتفالات عائلية مثل ختان الأطفال والخطبة وتقديم الهدايا.