ألعاب نارية في رمضان.. بين البهجة والمآسي.

في ليلة رمضانية هادئة، تحولت أجواء الفرح إلى مأساة في مدينة الإسماعلية المصرية، حيث تسبب طفلٌ في انفجار أنبوب غاز بسبب لهوه بالألعاب النارية، ما أدى إلى حريق هائل وإصابة أفراد أسرة بحروق خطيرة، وفقدان ابنتهم الكبرى حياتها. هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث تشهد مصر خلال شهر رمضان انتشارًا واسعًا للألعاب النارية، التي رغم هدفها إضفاء البهجة، غالبًا ما تتحول إلى كوارث تنتهي بإصابات أو وفيات.

ظاهرة متكررة ذات عواقب وخيمة

مع بداية شهر رمضان، تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط الألعاب النارية، إلا أن التقارير اليومية تكشف عن حوادث متكررة بسبب استخدامها. في عام 2023، زادت كمية الألعاب النارية المتداولة بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضي. تشمل هذه الألعاب أنواعًا خطيرة مثل “البمب” و”الصواريخ” و”الشماريخ”، والتي تُباع بأسعار زهيدة، مما يجعلها في متناول الأطفال والمراهقين.

تقصير المجتمع وجهود المواجهة

أظهرت تقارير إعلامية أن بعض الأسر تتجاهل تحذيرات المجتمع من مخاطر هذه الألعاب، بينما يلجأ آخرون إلى استخدامها بشكل متهور دون مراعاة للآخرين. من جهتها، تدخلت الحكومة المصرية من خلال فرض قوانين صارمة على استيراد وتصنيع هذه الألعاب، كما قدم البرلمان مقترحات تشريعية لمواجهة هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، دعت المؤسسات الدينية إلى تجنب استخدام الألعاب النارية، مؤكدةً على حرمانيتها في الإسلام إذا كانت تُسبب ضررًا.

الجذور النفسية والاجتماعية للمشكلة

يرى الخبراء أن استخدام الألعاب النارية قد يكون نتيجة اضطرابات نفسية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يقلدون ما يشاهدونه على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أشاروا إلى دور الأسرة في تقويم سلوك الأبناء وتوجيههم بشكل صحيح. من المهم أن تعمل الجهات المعنية على توعية المجتمع بمخاطر هذه الألعاب، مع تطبيق عقوبات صارمة على المتورطين في تصنيعها أو تداولها.

نداء للحلول الفعّالة

للحد من هذه الظاهرة، لا بد من اتباع عدة خطوات:
– تشديد الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع.
– تنظيم حملات توعية شاملة عن مخاطر الألعاب النارية.
– تعزيز دور الأسرة والمدرسة في توجيه الأطفال نحو سلوكيات آمنة.
– تفعيل القوانين بشكل صارم لمعاقبة المتجاوزين.

في النهاية، يجب أن يكون المجتمع بأكمله شريكًا في مواجهة هذه الظاهرة، لحماية الأرواح والممتلكات، والحفاظ على الأجواء السلمية في شهر رمضان والأعياد.