يطرح الناقد الفني مصطفى حمدي قضية إشكالية في تناول المسلسلات الشعبية، حيث يرى أن بعض المخرجين يعتمدون على شخصيات بلطجية وألفاظ مبتذلة لخلق حالة من الإثارة. ويشير إلى أن هذه الأعمال غالبًا ما تكرر “التيمة” نفسها، مثل البحث عن مفقود أو تصوير الأحياء الشعبية بشكل سلبي. هذه الصورة المشوهة، بحسب حمدي، تُقدَّم لجذب المشاهدين، لكنها تفتقد للعمق الفني والحقيقة الاجتماعية.
تأثير مسلسلات البلطجة على الدراما
يرى حمدي أن هذه النوعية من المسلسلات تعتمد على “التيمات” المستهلكة، حيث يتم تصوير البطل الشعبي كشخصية عشوائية تتحدى القانون. ويوضح أنها قد تكون مستوحاة من الواقع الاجتماعي، لكنها تُقدَّم بشكل مبتذل ومبالغ فيه. هذه الأعمال، بحسب رأيه، تؤثر سلبًا على المجتمع، خاصةً أنها تُكرر الصور النمطية نفسها دون إضافة قيمة فنية.
وجهة نظر أخرى حول التأثير الاجتماعي
من جانب آخر، يرى الناقد طارق الشناوي أن التأثير السلبي للدراما على المجتمع مبالغ فيه. ويشير إلى أن الجرائم كانت موجودة قبل ظهور السينما والتلفزيون. يوضح الشناوي أن هناك أعمالًا درامية شعبية تعكس البيئة الشعبية بموضوعية دون إسفاف، لكن بعض المسلسلات تُقدَّم كمشاريع تجارية بحتة تعتمد على الإثارة والمبالغات.
الأعمال التجارية في عالم الدراما
يشير الشناوي إلى أن الأعمال التجارية ليست ظاهرة جديدة، بل هي جزء من تاريخ السينما والدراما العالمية. ويوضح أن الغالبية العظمى من الأعمال الفنية تُصنَّف على أنها تجارية، بينما تشكل الأعمال الفنية العميقة أقلية. هذا التنوع، بحسب رأيه، هو ما يجعل الصناعة الفنية قادرة على تلبية احتياجات الجمهور المتنوعة.