رمضان في الإمارات.. ممارسات وتقاليد تبرز قيم التضامن والتعاطف بين أبناء المجتمع

رمضان في الإمارات.. عادات وتقاليد تجسد روح التلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع

ابوظبي – ياسر ابراهيم – السبت 15 مارس 2025 03:05 مساءً –

رمضان في الإمارات يمثل شهرًا مباركًا يجمع بين العبادة والتقاليد العريقة التي تعكس أصالة المجتمع الإماراتي. يتجلّى هذا الشهر في التواصل الأسري والمجتمعي، حيث تُعقد المجالس الرمضانية وتُقدّم الأطباق التقليدية، مما يعزز قيم التراحم والتلاحم. يحرص معهد الشارقة للتراث على توثيق هذه الممارسات ونقلها للأجيال القادمة، مؤكدًا أهميتها في تعزيز الهوية الثقافية.

المجالس الرمضانية: قلب التواصل الاجتماعي

تعتبر المجالس الرمضانية من أبرز العادات في الإمارات، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء بعد صلاة التراويح. كانت هذه المجالس تُقام في السابق في البيوت الكبيرة أو تحت أشجار النخيل، لكنها تطوّرت لتصبح فعاليات رسمية وشعبية. تُعقد المجالس لمناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية، مما يعزز الروابط ويجسد قيم الضيافة الإماراتية.

المائدة الرمضانية: لوحة تراثية غنية

تحتل المائدة الرمضانية مكانة خاصة في الشهر الكريم، حيث تُقدم أطباق تقليدية مثل:
– الهريس
– الثريد
– اللقيمات
– الفرني
إضافة إلى التمر والقهوة العربية التي تعكس الكرم الإماراتي. كما تحتفظ بعض الأسر بعادة “الفوالة”، وهي إرسال صواني الطعام إلى الجيران، تأكيدًا على قيم التكافل والتآخي.

العبادة والتلاوة: روح الشهر الكريم

يشهد رمضان في الإمارات حضورًا مكثفًا في المساجد، خاصة خلال صلاة التراويح والقيام. يحرص كبار السن على تعليم الصغار قراءة القرآن الكريم، مما يعزز قيم العبادة ويورثها للأجيال الجديدة. رغم التطورات العصرية، ظل رمضان محتفظًا بجوهره الأصيل، حيث تتعانق القيم الدينية مع العادات الاجتماعية في مشهد فريد.

تسهم المجالس الرمضانية الحديثة ومبادرات الإفطار الجماعي في تعزيز قيم التواصل الاجتماعي والتكافل. يظل رمضان مناسبة لتجديد الصلات وتعزيز الهوية الوطنية، حيث يواصل معهد الشارقة للتراث جهوده في توثيق هذه العادات ونقلها للأجيال القادمة، لتبقى رمزًا للأصالة والتراث الإماراتي.