رمضان: شهر العبادة والنضال

شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعة والتضحية، حيث يجتهد المسلمون في التقرب إلى الله وتحقيق النقاء الروحي. يأتي هذا الشهر المبارك هذا العام وسط تحديات كبيرة تعيشها الأمة الإسلامية، وخاصة في فلسطين، حيث يواجه أهل غزة مجاعة وحصارًا قاسيًا. رمضان ليس شهر الخمول، بل هو وقت للعزيمة والتضحية والجهاد، وهو فرصة لتجديد الالتزام بمساعدة المستضعفين ونصرة القضايا العادلة.

رمضان شهر النضال والانتصارات

عبر التاريخ، كان رمضان مسرحًا لأعظم الانتصارات الإسلامية التي غيرت مجرى التاريخ. من غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم، إلى فتح مكة الذي تم بدون إراقة دماء، ومعركة حطين التي استعاد فيها صلاح الدين الأيوبي القدس. هذه الأحداث تثبت أن رمضان هو شهر التغيير والحسم، وليس شهر الركود أو التقوقع.

الأولوية لإنقاذ الأرواح

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة، يأتي دور المسلمين في تقديم الدعم والمساعدة. إنقاذ الأرواح ليس خيارًا، بل هو فريضة في الإسلام. يقول الله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”. يجب أن تكون الأولوية لمساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين قبل الانشغال بالنوافل.

دور المسلم في نصرة غزة

يمكن للمسلمين القيام بعدد من الخطوات العملية لنصرة غزة وفلسطين:

  • التبرع عبر المنظمات الموثوقة لتوصيل المساعدات.
  • فضح جرائم الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • مقاطعة الشركات الداعمة للصهاينة.
  • الضغط السياسي عبر التظاهرات والعرائض.

أنواع الجهاد في العصر الحديث

الجهاد اليوم ليس محصورًا في حمل السلاح، بل له أشكال متعددة يمكن للجميع المشاركة فيها:

  1. جهاد المال: من خلال تقديم المساعدات للمحتاجين.
  2. جهاد الكلمة: بالتصدي للحملات الإعلامية المضللة.
  3. جهاد المقاطعة: بعدم تمويل الاحتلال بشكل غير مباشر.
  4. جهاد الاحتجاج: بإيصال صوت المستضعفين للعالم.

إعادة تعريف العبادة في رمضان

رمضان ليس فقط شهر الصيام والقيام، بل هو شهر الجهاد بمعناه الواسع. جهاد النفس لإصلاحها، وجهاد المال لمساعدة المحتاجين، وجهاد الكلمة لنصرة الحق. قال النبي ﷺ: “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”. اليوم، هذه الكلمة يجب أن تكون للدفاع عن المستضعفين في فلسطين وغيرها.

رسالة رمضان هذا العام

رمضان هو فرصة لتجديد الالتزام بنصرة القضايا العادلة. يجب أن تكون الأولوية لمساعدة المستضعفين وإنقاذ الأرواح. لنثبت أن الإسلام دين حركة وعمل، وليس دين خمول أو استسلام. إذا لم يكن رمضان وقتًا للتحرك، فمتى يكون؟

اللهم اجعل رمضان هذا العام شهر نصر وعزة للمسلمين، وأعنّا على القيام بواجبنا تجاه أمتنا.