تجار النفط يتوقعون فائضاً وتدهوراً في الأسعار

شهد مؤتمر النفط والغاز السنوي في هيوستن تفاؤلاً كبيراً حول مستقبل الصناعة بفضل الدعم الحكومي، لكن تحذيرات من تحولات سوقية أظهرت قلقاً بشأن تراجع أسعار النفط. رغم إنتاج أمريكا القياسي وزيادة إمدادات “أوبك+”، يرى الخبراء أن المعروض قد يتجاوز الطلب، مما يعزز التوترات في السوق العالمية.

تحذيرات من انخفاض أسعار النفط

لم يتوقع كبار تجار النفط انهياراً كبيراً للأسعار، لكنهم أشاروا إلى احتمال تراجعها تدريجياً. وقد عززت زيادة الإنتاج من قبل “أوبك+” والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية هذه النظرة التشاؤمية. كما أن تخفيف العقوبات على روسيا ساهم في زيادة المعروض، مما أضاف ضغوطاً إضافية على الأسعار.

زيادة الإنتاج تؤثر على الأسواق

أكد توربيورن تورنكفيست من “غونفور” أن الصناعة تحفر آباراً نفطية أكثر من اللازم، مما يفوق نمو الطلب العالمي. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تدفقات النفط الروسية مؤخراً، مما عزز المخاوف من زيادة المعروض. ومع تعافي الإنتاج في مناطق أخرى، يتوقع أن يظل السوق تحت ضغط.

تأثير الاقتصاد العالمي على الطلب

رغم النمو المستقر في الاستهلاك العالمي، أعرب كثيرون في المؤتمر عن قلقهم بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد. وقد يمثل ذلك تحدياً إضافياً للنمو الاقتصادي، مما يمكن أن يؤثر سلباً على الطلب المحلي والعالمي على النفط.

نطاق جديد لأسعار النفط

توقع راسل هاردي من “فيتول” أن تتراوح أسعار النفط بين 60 إلى 80 دولاراً للبرميل، وهو نطاق أدنى من السنوات السابقة. كما توقعت “غونفور” انخفاض خام “غرب تكساس” إلى أقل من 60 دولاراً لفترة قصيرة. وقد انخفض خام “برنت” إلى ما يقرب من 70 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ عام 2021.

عوامل قد تحد من تراجع الأسعار

رغم الضغوط، هناك أسباب قد تمنع انخفاضاً كبيراً في الأسعار. فقد هددت الإدارة الأمريكية بالحد من إمدادات إيران وفنزويلا، مما قد يقلص المعروض. بالإضافة إلى ذلك، يتباطأ نمو الإنتاج الأمريكي، خاصة النفط الصخري، مع انخفاض الأسعار إلى نحو 60 دولاراً، مما قد يحد من إنتاجية الشركات.

توازن السوق ودعم الأسعار الفورية

تشير المخزونات المنخفضة إلى أن الأسعار الفورية للنفط تظل مرتفعة مقارنة بالعقود المستقبلية، مما يعكس وجود توازن في السوق. وأكد تورنكفيست أن أي انخفاض كبير في الأسعار سيكون مؤقتاً، حيث تتوازن العوامل المؤثرة في السوق.

في النهاية، تبدو سوق النفط أمام تحديات متعددة، لكنها لا تخلو من عوامل داعمة قد تحد من التقلبات الكبيرة. مع استمرار تحولات العرض والطلب، يبقى مستقبل الأسعار مرهوناً بتفاعل هذه العوامل في الأشهر المقبلة.