ندوة حول الاتجاهات العالمية للحماية الاجتماعية المرنة

بدأ معهد التخطيط القومي سلسلة محاضراته الأكاديمية للعام 2024/2025 بمحاضرة حول “الاتجاهات العالمية الجديدة لنظم الحماية الاجتماعية المرنة”. ألقت المحاضرة ناتاليا ويندر روسي، ممثلة اليونيسف في مصر، بإدارة الدكتور خالد زكريا، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين. ناقشت المحاضرة أهمية تطوير نظم حماية اجتماعية شاملة، مع التركيز على رفاهية الأطفال والحد من الفقر كأساس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

أهمية نظم الحماية الاجتماعية الشاملة

أشار الدكتور خالد زكريا إلى أن نظم الحماية الاجتماعية تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي. وضّح أن هذه النظم تواجه تحديات عالمية كبيرة، مثل الفجوات التمويلية والديون العالمية وتباطؤ النمو الاقتصادي. أكد على ضرورة تطوير سياسات تستجيب لهذه التحديات، مع التركيز على دعم الأطفال كجزء أساسي من هذه الاستراتيجيات.

التحوّل من الإغاثة إلى الحقوق

أكّدت ناتاليا ويندر روسي على التحوّل الجوهري في مفهوم الحماية الاجتماعية، من التركيز على الإغاثة إلى اعتبارها حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان. أشارت إلى أن الأزمات العالمية الأخيرة أظهرت الحاجة إلى سياسات مرنة تستجيب للصدمات الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة في البيئات الهشة والمعرضة للنزاعات.

دور اليونيسف في تعزيز الحماية الاجتماعية

أوضحت ويندر روسي أن اليونيسف تدعم أكثر من 150 دولة لتعزيز نظم الحماية الاجتماعية، مع التركيز على استدامتها وتحسين تمويلها. من أبرز أولوياتها:

  • توسيع نطاق إعانات الأطفال الشاملة.
  • تحسين سياسات الدخل والرعاية الاجتماعية.
  • بناء أنظمة حماية شاملة ومستدامة تمويليًا.

تمويل نظم الحماية الاجتماعية

أكّدت روسي على أهمية إعادة النظر في سياسات الإدماج الاجتماعي لتحسين الإنفاق والاستثمار الاجتماعي. اقترحت حلولًا تمويلية مبتكرة، مثل:

  • المساعدة الإنمائية الرسمية.
  • تخفيف أعباء الديون.
  • التمويل المختلط والشراكات الدولية.

التحديات المستقبلية

مع استمرار التحديات العالمية، أكّدت المحاضرة على ضرورة تعاون الحكومات والمؤسسات الدولية لتطوير نظم حماية اجتماعية مرنة. يجب أن تركز هذه النظم على تلبية احتياجات الفئات المستضعفة، مع ضمان استدامة التمويل وتحقيق العدالة الاجتماعية.

هذه المحاضرة كانت خطوة مهمة في تعزيز الحوار حول تطوير نظم الحماية الاجتماعية، مع التركيز على دورها في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة للجميع.