بي بي سي ترصد أول يوم رمضان في غزة

على الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب في قطاع غزة، يستعيد سكان المنطقة بعضًا من البهجة خلال شهر رمضان لعام 2025. بعد 15 شهرًا من الصراع، تمكنت العائلات من الاجتماع لتناول وجبة الإفطار معًا، وهي لحظات افتقدوها منذ عام 2023. ومع استمرار الهدوء النسبي، يعيش الغزيون رمضان هذا العام في أجواء مختلطة بين الفرحة والحزن، حيث يواجهون تحديات النزوح والانفصال عن الأهل والأصدقاء.

مجتمع يبحث عن الأمل

شهد رمضان هذا العام تجمعًا لعائلات غزية حول موائد الإفطار، بعد عام من الانفصال والمعاناة. سجلت العديد من الأسر لحظات دفء أسري، لكنها ظلت تحمل ذكريات الحرب والدمار. التقى برنامج “غزة اليوم” بعدد من المواطنين الذين أعربوا عن شعورهم بالارتياح لتجمعهم مع أسرهم، رغم استمرار التحديات الاقتصادية والمعيشية.

تحديات ما بعد الحرب

رغم تحسن الأجواء مقارنة بالعام الماضي، لا تزال هناك صعوبات تواجه سكان غزة. أم عابد الغفري، على سبيل المثال، وصفت أجواء رمضان بأنها “منقوصة” بسبب الخوف المستمر وعدم الاستقرار. كما يوضح غسان حمدان من بيت حانون أن أسرته تعيش بمعزل عن أقاربهم، في ظل ظروف صعبة بعد تدمير منازلهم.

  • انفصال الأسر وضعف التواصل الاجتماعي.
  • صعوبات اقتصادية في توفير الطعام الأساسي.
  • الخوف المستمر من تجدد الصراع.

ذكريات رمضان السابق

يعاني الكثيرون من التغيير الكبير في طقوس رمضان. يوسف الطويل، على سبيل المثال، قارن بين رمضان الحالي وما كان عليه قبل الحرب، حين كانت الأسر تجتمع حول مائدة واحدة. اليوم، يعيش هو وإخوته متفرقين في مناطق مختلفة، مما يزيد من شعورهم بالفراغ والحنين إلى الماضي.

محاولات للتعايش

يحاول سكان غزة إيجاد طرق للتعايش مع الظروف الجديدة. أبو هاشم، الذي اعتاد سابقًا على التواصل مع أصدقائه وأقاربه خلال رمضان، يشعر اليوم بأن هذه المظاهر “مصطنعة”. ومع ذلك، يستمر الكثيرون في المحاولة للحفاظ على روح الشهر الفضيل، رغم كل التحديات.

في النهاية، يعكس رمضان 2025 في غزة مزيجًا من الأمل والألم. بينما يسعى السكان لإعادة بناء حياتهم، تظل ذكريات الحرب حاضرة، مما يجعل الفرحة مختلطة بالحزن والقلق. ومع ذلك، تبقى محاولاتهم للحفاظ على الروح الرمضانية دليلًا على صمودهم في وجه الصعاب.