وداع أسطوري: مودريتش يختتم رحلته التاريخية مع ريال مدريد بعد مسيرة حافلة بالألقاب

تلقى عشاق كرة القدم حول العالم، ومحبو ريال مدريد بصفة خاصة، خبرًا مؤثرًا يُعلن عن نهاية حقبة أسطورية: النجم الكرواتي لوكا مودريتش، اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي الملكي، يرحل رسميًا عن ريال مدريد. بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقد من الزمان، حفر فيها اسمه بأحرف من نور كأحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ اللعبة، يطوي مودريتش صفحة مليئة بالانتصارات والألقاب والإنجازات الفردية والجماعية التي ستبقى خالدة في ذاكرة الساحرة المستديرة.
إرث لا يُمحى: مسيرة مودريتش الأسطورية في البرنابيو
وصل لوكا مودريتش إلى ريال مدريد في صيف عام 2012 قادمًا من توتنهام هوتسبير، في صفقة لم تكن خالية من الشكوك في البداية. لكن سرعان ما أثبت “الساحر الكرواتي” للجميع أنه قطعة أساسية لا غنى عنها في خط وسط الفريق. بفضل رؤيته الثاقبة، تمريراته الساحرة، قدرته على التحكم بإيقاع اللعب، وجهده الوافر في الدفاع والهجوم، أصبح مودريتش ركيزة أساسية في تشكيلة ريال مدريد التي هيمنت على كرة القدم الأوروبية والمحلية لسنوات طويلة.
خلال فترة تواجده في العاصمة الإسبانية، حصد مودريتش عددًا هائلاً من الألقاب، ليُصبح اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي، متجاوزًا أساطير كبرى. من بين أبرز هذه الألقاب: دوري أبطال أوروبا خمس مرات، والدوري الإسباني عدة مرات، بالإضافة إلى كؤوس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي والإسباني. لم تقتصر إنجازاته على الجانب الجماعي، ففي عام 2018، توّج مودريتش بجائزة الكرة الذهبية، ليكسر هيمنة ميسي ورونالدو، في اعتراف مستحق بمسيرة فردية مبهرة.
فصل جديد: ماذا بعد نهاية حقبة مودريتش في ريال مدريد؟
رحيل مودريتش يمثل نقطة تحول كبيرة لريال مدريد، خاصة وأن اللاعب كان بمثابة “دينامو” الفريق و”عقل” خط الوسط. سيتعين على المدرب كارلو أنشيلوتي وإدارة النادي إيجاد البديل المناسب لسد الفراغ الذي سيتركه النجم الكرواتي، سواء من خلال الاعتماد على المواهب الشابة مثل جود بيلينجهام وفيديريكو فالفيردي، أو من خلال التعاقدات الجديدة التي قد تبرم خلال فترة الانتقالات الصيفية. التحدي كبير، فمودريتش ليس مجرد لاعب، بل هو قائد ومُلهم داخل وخارج الملعب.
أما عن وجهة مودريتش القادمة، فلم تُعلن بعد بشكل رسمي، لكن التكهنات تدور حول عدة خيارات، منها الانتقال إلى دوري آخر مثل الدوري السعودي أو الدوري الأمريكي، أو حتى العودة إلى الدوري الكرواتي لإنهاء مسيرته في وطنه. بغض النظر عن وجهته القادمة، سيظل لوكا مودريتش أيقونة خالدة في تاريخ ريال مدريد، وسيُذكر دائمًا كأحد اللاعبين الذين شكلوا جزءًا لا يتجزأ من العصر الذهبي للنادي الملكي.