سراج عطار.. روح التجارة وقلب المجتمع

رحل عنَّا قبل سنوات العم الجليل سراج عبدالسلام عطار، بعد سنوات حافلة بالعطاء. وبعد اطلاعي على الكتاب الذي صدر حديثاً تحت عنوان: "محمد سراج عطار.. رائد العمل الخيري، سيرة ذاتية"، إعداد الأستاذ سعود التويم، وتقديم شقيقه معالي الدكتور عبدالوهاب عبدالسلام عطار، استهوتني تفاصيلُ سيرة هذه الشخصية المكية الفريدة، التي شكَّلت إضافة لذاكرة الوطن؛ في ظل ما تركه من تاريخ حافل بالعطاء، وسمعة طيبة في نبل الأخلاق، وشيم التعامل وعمق الأثر، ولا نستغرب ذلك منه يرحمه الله، فهو من هؤلاء الرجال الذين نسجوا الأصالة، وأضاءوا دروب الريادة.

سيرة ذاتية لرائد العمل الخيري

يقدم الكتاب بفصوله الخمسة سيرة ثرية؛ ترصد بصورها المُلهمة مسيرة رجل؛ ترك أثراً بارزاً في التجارة والعمل الخيري، وجمع بين الحكمة والإنجاز.. وليعكس هذا الإصدار القيِّم صورة فريدة من صور النجاح والعصامية والاجتهاد، الذي اقترن بالعطاءات المجتمعية والنجاحات الاقتصادية.

مساهمات سراج عطار الرائدة

ومن خلال (الرصد السردي) الذي احتضنته دفتا الكتاب؛ نستشعرُ حجم الكلمات النابضة بالحب من أسرة الفقيد وأصدقائه ومجايليه، لترتسمَ أمامنا لوحةٌ من العطاء الخالد؛ والسيرة العطرة التي يهتدي بها كل مَن يبحث عن القدوة والفكر والتجارب الثرية، حيث تتجسدُ أمامنا إبداعاتُ التجارة التي تُطرز ثوب المثقف، وعطاءاتُ العمل الاجتماعي؛ التي تتناغمُ مع عقلية المستقبل التنموي المستدام.

إرث العطاء والعمل الخيري

لقد استطاع سراج عطار خلال وجوده بالغرفة – كما أورد مُعد مادة الكتاب، وكما نعرفه عن تاريخه المضيء- أن يرفع من مستوى تمثيل القطاع التجاري بشكل يعكس أهميته في ظل اهتمامه الملحوظ بالجوانب الإعلامية والاتصالية لأعمال الغرفة، وعمله الدؤوب لتطوير قواعد البيانات فيها، فكان "عقل الغرفة وقلب السوق"، الذي شكَّل حضوره أثراً وفاعلية توّجهما بمساهماته مع زملائه؛ في تسجيل المملكة عضواً في غرفة التجارة الدولية.

الإنسانية والعطاء المستدام

ولعل مما استهوانا في ثنايا فصول الكتاب، إبرازَ مُعدِّه الدورَ الإنساني الاستثنائي للفقيد، الذي امتدت أياديه السخية بالعطاء للمحتاجين، وترك بصمة خالدة في ميادين الخير المستدام وخدمة المجتمع، فقد دعم العديد من الجمعيات الخيرية، وموّل مشروع قرية الأيتام الخيري الملحق به مسجدٌ، ومركزٌ لغسيل الكلى، على طريق مكة – جدة، ليقف منارةً إنسانية شامخة ونموذجاً للعمل الخيري المؤسسي، القائم على إستراتيجية متكاملة تعكس القيم العليا للتكافل والتراحم.

ختاماً

لقد اتسع حجمُ هذا السِّفرِ الثري بمحتوياته بقدر اتساع سيرة هذا الرجل، الذي كان أحد النماذج النادرة لرجال الأعمال الأوفياء.. نسأل الله أن ينفع به مُعدّه وقارئيه.. وأن يجعل ما قدَّمه الفقيد في ميزان أعماله، إنه سميع مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى