الجمال الرائع لآية الحسن في صحيفة المدينة

ملامح الجمال: فنّ وروح

كل شخص يرى الجمال من زاويته، فإنَّ للجمال زوايا مختلفة يمكن النظر من خلالها، وقد اختلفت الآراء منذ القدم في تعريف ما هو الجمال، لكن أغلبنا يتَّفق معي إذا قلت إنَّ الجمال مفهوم شخصي، أو كما يقول المثل الشهير «الجمال في عين ناظره» وناظره فقط دونًا عن البقية قد يرى ما يراه جميلًا، وهنا سنتناول باقة من عبارات تفوح منها الجمال.

ما قيل عن الجمال

قديمًا كانت الفروسية والغزل والمرأة بيئة واحدة تعاون فيها البطولة والشاعرية والجمال. فَرْقٌ كبير بين أنْ تحبها لأنَّها جميلة، وأنْ تكون جميلة لأنَّك تحبها. يعنى العقل بالحقيقة، وتهتم الأخلاق بالواجب، أما الذوق فإنَّه يوصلنا إلى الفن والجمال. الحب الحقيقي التقاء روحين والأرواح لا تتنافس في الجمال، ولا في الذكاء؛ لأنَّ كل الأرواح جميلة وذكية. إنَّ الحضارة لا يمثلها الغرب أو الشرق بل يمثلها الإنسان القادر على تذوق الجمال أينما يراه. إذا كان الجمال يجذب العيون، فالأخلاق تملك القلوب. إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعًا في كل ذراته. الجمال هدية قابلة للكسر. الحب الذي لا يهتم إلَّا بالجمال الجسدي ليس حبًّا حقيقيًّا. قد يفتقر الجمال إلى فضيلة، أمَّا الفضيلة فلا تفتقر إلى الجمال أبدًا. إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة إلَّا إذا كانت النفس قريبة من طفولتها ومرح الطفولة ولعبها وهذيانها.

نبوءة بالجمال

ولمَّا سُئل النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: أيُّ النِّساءِ خيرٌ؟! قالَ: (التِي تسرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطيعُهُ إِذَا أَمرَ، ولَا تخالفُهُ في نفسِهَا ومالِهَا بمَا يكرُهُ)، وممَّا يدل شرعًا على أهمية اعتبار الجمال: إباحة النظر إلى المخطوبة، ومعلوم أنَّ النظر إنَّما أُبيح ليعرف القبح والجمال في المرأة والرجل. ولكنَّنا قد نبالغ أحيانًا في شروط وأوصاف الجمال، متناسين أنَّ التي تتوافر على شروطنا لها شروطها أيضًا التي قد لا تتوافر فينا، وأنَّ المبالغة في التركيز على الشكل تخسرنا الجمال الآخر الذي عبَّرنا عنه بالجاذبيَّة أو جمال الروح، وأنَّ الجمال الجسدي الخالي من الجمال الروحي ليس جمالًا بل وبالٌ.

جمال الروح والشكل

الشكل أو الجمال الظاهري مطلوب، لكنه ليس الشرط الوحيد في تحقيق السعادة الزوجية، فهناك في هذه الحياة المشتركة الجميلة الكثير والكثير من مظاهر الجمال غير المنظر الخارجي، فهناك المودة، وهناك الرحمة، وهناك الألفة والعشرة والأنس، وهناك التفاني، وهناك العمل المشترك على إنشاء أسرة صالحة.. وهناك وهناك، فإذا فاتنا جمال فسيكون هناك أكثر من جمال آخر يمكن أن نتطلع إليه، ويمكن أن ننجذب بسببه إلى الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى