لنبني المستقبل بالتعاون لتحقيق العزة والكرامة – جريدة المدينة

احتفالًا بالإنجازات السعودية: تطور القدرات البشرية نحو رؤية 2030
23 سبتمبر، هذا اليوم لا يمثِّل مجرَّد ذكرى وطنيَّة، بل هو عيدٌ سعوديٌّ سنويٌّ للاحتفال والاحتفاء بالإنجازات التي حققتها المملكة في مسيرة التنمية والتقدُّم.ولعلِّي أُسلِّط الضوء على الإنسان في هذا الكيان العظيم، مستمدَّةً أهميَّته من ثلاث ركائز لرُؤية ٢٠٣٠، أَلَا وهي: مجتمعٌ حيويٌّ، واقتصادٌ مزدهرٌ، ووطنٌ طموحٌ.
تنمية القدرات البشرية: ركيزة استراتيجية في رؤية 2030
فنجد أنَّ تنمية القدرات البشريَّة تُعدُّ ركيزةً استراتيجيَّة ضمن رُؤية 2030، حيث أطلق برنامج تنمية القدرات البشرية منذ عام 2021، ويهدف إلى ضمان تمكين الشعب السعوديِّ في جميع مراحلهم الحياتيَّة والاستثمار في مواهبهم واكتشافها وتطويرها، لتكون جاهزةً لاحتياجات سوق العمل في المستقبل؛ للعمل معًا في ازدهار الاقتصاد، والاعتزاز بقيمنا السعوديَّة المبنيَّة على كفاءات وطنيَّة، وقدرات ومهارات متميِّزة جاهزة ومستعدَّة لمواكبة هذا التقدُّم والتطوُّر. وبحضوري مؤتمر «مبادرة القدرات البشرية»، تحت شعار «ما بعد الاستعداد للمستقبل» في نسخته الثانية لعام 2025، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، حيث ركَّز المؤتمر على تسخير الإمكانيَّات العالميَّة والتقنيَّة لتنمية القدرات البشرية، عبر أحدث الوسائل التقنيَّة لتوفير بيئةٍ لتعلُّم مدى الحياة، ومواجهة التحدِّيات العالميَّة، كما تناول تعزيز القيم للنموِّ والتطوُّر؛ لبناء مجتمعات داعمة ومتماسكة، كما كان هناك جهود واضحة لتهيئة الشراكات والفرص مع جهات محليَّة؛ لخلق حلول مستدامة تساعد في بناء مستقبل أفضل.
الإنجازات والإحصائيات
وأتطرَّق إلى بعض المؤشِّرات الواقعيَّة من أحدث الإنجازات والإحصائيَّات من خلال ٣ نقاط، أوَّلها سوق العمل، ورفع نسب التوظيف، ففي البداية نجد أنَّ معدَّل البطالة بين السعوديِّين أصبح نحو 7%. كما أنَّه ارتفعت مشاركة النِّساء في قوَّة العمل إلى 36%، حيث تجاوزت النسبة السَّابقة 17%. وفيما يخصُّ السعودة فوصلت الأهداف إلى 80% في بعض القطاعات. أمَّا النقطة الثانية، فهي للقطاع الاقتصادي، والنموِّ غير النفطيِّ، حيث سجَّل الناتج المحليُّ غيرُ النفطيِّ نموًّا بنسبة 4.5% في 2024، ويُتوقَّع أنْ يصل النموُّ غيرُ النفطيِّ في نهاية 2025 إلى نحو 3.4%. أمَّا النقطة الثالثة، وهي في مجال التعليم، والتحوُّل التعليميِّ والتقنيِّ، حيث أعلنت المملكة عن إطلاق منهاج تعليم الذكاء الاصطناعيِّ الجديد للعام الدراسيِّ 2025 – 2026، يستهدف أكثر من 6 ملايين طالبٍ في التعليم العام، ما يعكس التزامها بتأهيل جيل المستقبل في المجالات التقنيَّة.
الدعم والاستثمار الشامل
وأخيرًا سأختمُ بالدَّعم والاستثمار الشامل من المؤسَّسات المحرِّكة للتنمية البشريَّة، حيث يقدِّم صندوق تنمية الموارد البشريَّة (HRDF) برامج متعدِّدة؛ لدعم تأهيل وتوظيف المواطنين، عبر برامج مثل: Subol (للإرشاد المهنيِّ)، ودروب (للتدريبِ الإلكترونيِّ)، وتمهير (للتدريب داخل بيئة العمل).
وكل ما سبق ما هو إلَّا جهود وطنيَّة في التنمية البشريَّة لرفعة هذا البلد؛ إيمانًا بأنَّ الشعب هم الثروة الأهم، وتأكيدًا على مقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله-: «لدينا قدراتٌ سنقومُ بمضاعفةِ دورِهَا وزيادةِ إسهامِهَا في صناعةِ هذا المستقبل»، فهنيئًا لنا بقائدنا المُلهم، وهنيئًا للشعب السعوديِّ بكلِّ هذه التمكينات والإمكانات، فلنصنع المجد والعلياء سويًّا.