تحول البيئة العملية في المصانع نحو التمكين الوطني والرقمنة

تحقيق تحول شامل في الصناعة السعودية عبر رفع مستوى ثقافة بيئة العمل
تسعى المملكة العربية السعودية، من خلال رؤية 2030، إلى تحقيق تحول شامل في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ومن بين هذه القطاعات يأتي قطاع الصناعة كواحد من الأهمية بما يحمله من تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني. ومن أبرز العوامل التي تسهم في هذا التحول هو رفع مستوى ثقافة بيئة العمل داخل المصانع والشركات.
فما هي ثقافة بيئة العمل؟ تعني هذه الثقافة مجموعة من القيم والسلوكيات والممارسات التي تسود داخل المصانع والشركات. ومن خلال تجربتي، أجد أن بيئة العمل في المصانع تعتبر من بيئات العمل التي تتطلب تعقيدًا وتنوعًا نظرًا لطبيعة العمليات الإنتاجية وتعدد المهام وتداخل الأدوار بين الموظفين؛ مما يؤثر بشكل كبير على إنتاجية الموظفين ورضاهم الوظيفي، إضافة إلى جودة الإنتاج.
تعزيز ثقافة بيئة العمل يلعب دورًا حاسمًا في رفع كفاءة الأداء وتحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية داخل المنشآت الصناعية. بيئة العمل التي تعتمد على قيم التعاون والاحترام والتحفيز تمكن الموظفين من تقديم أفضل أداء لديهم وتعزز الروح الفريقية.
وفي سياق متصل، تبرز جهود وزارة الصناعة والثروة المعدنية من خلال برامج نوعية مثل برنامج “صُنع في السعودية” الذي يشجع على التميز والجودة ويعزز الاعتزاز بالمنتج الوطني السعودي. كما يأتي التحول الرقمي في بيئة العمل كجزء أساسي من رؤية المملكة 2030، حيث يمثل نقلة نوعية في تطوير المصانع والقطاعات الإنتاجية.
ويعتبر استخدام التقنيات الحديثة مثل أنظمة التشغيل الذكية والذكاء الاصطناعي من العناصر الرئيسية في تحسين بيئة العمل وزيادة كفاءة الأداء. وبالإضافة إلى ذلك، تبرز الحاجة الملحة إلى تمكين الكفاءات الوطنية في إدارة الأعمال الإدارية لدعم التحولات الإستراتيجية في المملكة.
شباب وشابات الوطن يمتلكون الطموح والمعرفة الكافية لتولي المسؤوليات القيادية، وبالتالي يجب دعمهم وتمكينهم في هذا المجال. وعلى الرغم من التقدير للخبرات الأجنبية، يجب التركيز على تفاعل الكفاءات الوطنية مع التوجهات الإستراتيجية الوطنية لتعزيز مستوى الابتكار والاستدامة والتنافسية.



