خاص| نورهان النجار: التربية الأسرية السليمة هي المفتاح الأساسي للحد من ظاهرة التنمر – مصر سبورت

الثلاثاء 25 فبراير 2025 | 01:08 صباحاً

الدكتورة نورهان النجار

كتب : أمنية محمد السيد _ تصوير : محمد صلاح

أكدت الدكتورة نورهان النجار، أخصائي الإرشاد النفسي والأسري، أن سلوكيات المراهقين، بما في ذلك التنمر، تتأثر بشكل مباشر بأساليب التربية التي يتبعها الآباء في المنزل، موضحةً أن هناك نمطين متطرفين من التربية والإفراط في الدلال والقسوة الشديدة وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى نشوء شخصية متنمرة لدى الأطفال، مشيرة إلى أن البيئة الأسرية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل تصرفات الأبناء داخل المدرسة والمجتمع.

التربية وتأثيرها على سلوك المراهقين

وأوضحت الدكتورة “النجار” في تصريحات خاصة لموقع “بلدنا اليوم”, أن التربية التي تعتمد على الدلال المفرط قد تخلق شخصية غير مسؤولة، تسعى للسيطرة على الآخرين من خلال التنمر، بينما يمكن للتربية القائمة على القسوة الشديدة أن تدفع الطفل إلى تقليد سلوكيات القمع التي يواجهها في المنزل، فيمارسها على زملائه في المدرسة أو محيطه الاجتماعي. 

وأشارت إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للقمع الأسري غالبًا ما يجدون متنفسًا لهذا القمع من خلال التنمر على الآخرين، فيما يُعرف بسيكولوجيًا بآلية “الإزاحة”، وهي إحدى وسائل الدفاع النفسي التي يستخدمها الفرد للتكيف مع ضغوطه النفسية.

وأضافت أن الطفل عندما يتعرض لضغط شديد داخل المنزل دون القدرة على التعبير عن رأيه، قد يلجأ إلى تصريف هذه المشاعر السلبية في مكان آخر، كالتنمر على زملائه أو ممارسة سلوكيات عدوانية، وهنا يأتي دور الأسرة في احتواء هذه المشاعر وتوفير بيئة حوار آمنة للطفل، بدلاً من قمعه أو تدليله بشكل مفرط.

مرحلة المراهقة والصراعات النفسية

وأكدت “النجار” أن مرحلة المراهقة تُعد من أكثر الفترات الحرجة في حياة الإنسان، حيث يمر المراهق بعدة صراعات نفسية تتمثل في رغبته في إثبات ذاته، وشعوره بأنه قد كبر جسديًا لكنه ما زال غير ناضج عقليًا بما يكفي، مما يخلق لديه حالة من التخبط الداخلي، وإذا لم تجد هذه الصراعات طريقًا صحيًا للتعبير عنها، فقد يلجأ المراهق لسلوكيات سلبية مثل التنمر أو العنف.

وكما أشارت إلى أن المراهق يسعى خلال هذه المرحلة إلى لفت الانتباه والتعبير عن نفسه بطرق مختلفة، وقد يستخدم التنمر كوسيلة لجذب الاهتمام أو فرض سلطته على الآخرين، خاصة إذا لم يتلقَ الدعم والتوجيه المناسبين من أسرته.

كيف يمكن للأسرة الحد من التنمر؟

وشددت نورهان النجار على ضرورة أن يكون الوالدان على دراية بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها أبناؤهم، وأن يعملوا على تحقيق توازن في أساليب التربية، بحيث لا تكون قاسية جدًا فتؤدي إلى الكبت، ولا متساهلة جدًا فتؤدي إلى اللامبالاة.

وأوصت بضرورة اعتماد الحوار كأسلوب رئيسي في التعامل مع الأبناء، وإعطائهم مساحة للتعبير عن أنفسهم دون خوف من العقاب أو السخرية، كما أكدت على أهمية تعزيز ثقة المراهق بنفسه من خلال مشاركته في أنشطة اجتماعية ورياضية مفيدة، مما يساعده في توجيه طاقاته بشكل إيجابي.

واختتمت الدكتورة نورهان النجار حديثها بالتأكيد على أن التربية الأسرية السليمة هي المفتاح الأساسي للحد من ظاهرة التنمر، وأن الأسرة تتحمل مسؤولية كبيرة في تشكيل شخصية الأبناء بطريقة صحية، مؤكدةً أن تعزيز بيئة أسرية قائمة على التفاهم والحوار يقلل من احتمالات لجوء المراهق إلى التنمر كسلوك تعويضي، لذلك، من الضروري أن يدرك الآباء أن أساليبهم التربوية لا تؤثر فقط على أبنائهم، بل على المجتمع ككل.