في لحظات الإفطار الأولى من شهر رمضان، يتسابق الصائمون إلى تناول الطعام والمشروبات لتعويض ساعات طويلة من الامتناع عن الأكل والشرب، لكن هناك من يفضل كسر الصيام بسيجارة، معتقدًا أنها ستمنحه راحة فورية أو إحساسًا بالاسترخاء بعد يوم طويل، إلا أن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه العادة قد تكون أكثر خطورة مما يتصورون، حيث يتعرض الجسم لصدمة مفاجئة يمكن أن تترك آثارًا صحية خطيرة على المدى القريب والبعيد.
كيف يؤثر التدخين على الجسم بعد الصيام؟
قال عبد الرحمن شمس خبير التغذية، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أنه عند الامتناع عن الطعام والماء طوال النهار، يمر الجسم بعملية فسيولوجية معقدة تساعده على التكيف مع الصيام، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، وتقل مستويات السكر في الدم، ويصبح الجسم أكثر حساسية لأي مادة يتم إدخالها إليه، وعندما يتم تدخين السيجارة على معدة فارغة، تحدث سلسلة من التأثيرات السلبية التي قد تكون كارثية.
1. ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وزيادة خطر الجلطات
بعد ساعات من الصيام، يكون الجهاز الدوري في حالة من الاستقرار، وعند استنشاق الدخان، تتسارع ضربات القلب بشكل حاد ويرتفع ضغط الدم فجأة، هذا التغير المفاجئ يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن، كما قد يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول.
2. اضطرابات في الجهاز الهضمي وتأثير مباشر على المعدة
المعدة الخالية تكون حساسة جدًا، وعند تدخين سيجارة على الريق، يتم تحفيز إفراز الأحماض المعدية بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى الشعور بالحموضة الشديدة، والانتفاخ، والغثيان، وعلى المدى البعيد، قد يسبب ذلك قرحة المعدة أو التهاب جدارها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
3. انخفاض مستويات الأكسجين وتأثيره على الدماغ

أثناء الصيام، يحاول الجسم تحسين استخدام الأكسجين بفعالية لتعويض نقص السوائل والمغذيات. لكن مع أول سيجارة، يدخل أول أكسيد الكربون إلى الدم ليحل محل الأكسجين، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الأكسجين إلى الدماغ. هذا التغيير قد يسبب الدوخة، والصداع، والشعور بالتعب المفاجئ، وهو ما يتناقض تمامًا مع الهدف من الإفطار، الذي يُفترض أن يمنح الجسم طاقة متجددة.
4. اضطراب مستويات السكر في الدم وزيادة خطر السكري
بعد يوم من الصيام، يكون مستوى السكر في الدم منخفضًا، ويحتاج الجسم إلى مصدر صحي لتعويضه. ولكن عند التدخين، يتم تحفيز إفراز الأدرينالين، مما يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في نسبة السكر في الدم ثم انخفاضًا سريعًا بعد ذلك. هذا التأرجح المستمر في مستويات السكر قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني على المدى البعيد.
5. إدمان نفسي أقوى وتدهور في صحة الرئة
التدخين بعد الإفطار يعزز الإدمان النفسي والجسدي على النيكوتين، حيث يصبح العقل مبرمجًا على الحاجة إلى السيجارة فور انتهاء الصيام. هذا السلوك يزيد من صعوبة الإقلاع عن التدخين لاحقًا، ويؤثر بشكل مباشر على صحة الرئة، مما يزيد من خطر الأمراض التنفسية مثل الالتهاب الرئوي المزمن وسرطان الرئة.
بدائل صحية لكسر الصيام دون أضرار
إذا كنت من المدخنين وتبحث عن طريقة أكثر أمانًا لكسر الصيام، فإليك بعض البدائل الصحية التي يمكن أن تساعدك على تقليل الضرر:
ابدأ الإفطار بالتمر والماء: يمنحك التمر دفعة من الطاقة والسكر الطبيعي الذي يحتاجه جسمك.
تناول وجبة خفيفة قبل التدخين: مثل الحساء أو الفواكه، لتقليل التأثير السلبي للنيكوتين على المعدة.
تأجيل التدخين قدر الإمكان: حاول تأخير أول سيجارة بعد الإفطار، مما يساعدك على تقليل عدد السجائر خلال اليوم.
استغل رمضان للإقلاع عن التدخين: هذه فرصة ذهبية لتقليل الاعتماد على النيكوتين تدريجيًا، خاصة أن الصيام يقلل من الرغبة في التدخين خلال النهار.