الصيام: رحلة نحو التوازن النفسي واستشفاء الجسد

الصيام ليس له أي علاقة بالمشاجرات التي قد تحدث بالقرب من محلات الطعام قبيل الإفطار، كما يؤكد المستشار الاجتماعي والصحي طلال الناشري. على الرغم من أن هذه الحالات فردية، إلا أنها تؤثر سلبًا على روحانية شهر رمضان. فوائد الصيام تمتد إلى الجوانب النفسية والاجتماعية، حيث يعزز قدرة الفرد على تحمل الضغوط ويحقق الاستقرار النفسي، كما يساعد في التخلص من مشاعر القلق والغضب، مما يعزز التوازن النفسي ويهذب النفس.

فوائد الصيام النفسية والاجتماعية

يشير الناشري إلى أن الصيام له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والاجتماعية. يعزز الصيام القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها، مما يساهم في تحقيق الاستقرار النفسي. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الصيام على التخلص من مشاعر القلق والغضب والأرق. كما أن الصيام يمنح الفرد قوة الإرادة اللازمة لإحداث تغيير إيجابي في حياته.

القهوة والتدخين ورمضان

ينفي الناشري أن تكون القهوة والتدخين هما السببان الرئيسيان وراء حالات الغضب والعصبية خلال ساعات الصيام. بدلًا من ذلك، يزداد النشاط الوجداني للفرد مع ساعات الصوم، حيث يشعر بالجزاء من عند الله، مما يؤدي إلى سيطرة الهدوء على الجسد. وهذا يدل على أن الصيام له تأثير مهدئ وليس مصدرًا للغضب.

زيادة التسامح خلال شهر رمضان

يشعر الصائم براحة جسدية ونفسية كبيرة خلال يومه، ويزداد لديه الشعور بالتسامح مع الآخرين. يرجع ذلك إلى أداء العبادات كقراءة القرآن الكريم والصلوات المفروضة وصلاة التراويح، التي تبعث طاقة إيجابية هائلة تساعد على تقوية المشاركة الاجتماعية وضبط النفس. يعد الصوم مدرسة علاجية متكاملة تساعد في مواجهة الأمراض والسلوكيات الخاطئة، حيث يعزز القدرة على تحمل ضغوط الحياة ويمنح الفرد قوة الإرادة للتغيير نحو الأفضل، ويعزز الشعور بالراحة والسكينة الداخلية.

لا شك أن الصيام خلال شهر رمضان هو فرصة ذهبية لتحقيق التوازن النفسي وتعزيز الروحانية. من خلال التحكم في الذات وضبط النفس، يمكن للفرد أن يحقق العديد من الفوائد الصحية والنفسية التي تساهم في بناء حياة أكثر استقرارًا وسعادة.