رحلة العمر التي لا تنتهي – جريدة المدينة

منذ قديم الزَّمان، والإنسانُ يتساءل: متى نصبحُ كبارًا في السِّن؟ وهل العمر يُقاس فقط بعدد السنوات، أم أنَّ الشباب والشيخوخة حالة ذهنيَّة وجسديَّة ونفسيَّة أيضًا؟

علميًّا، تُعرِّف منظَّمة الصحَّة العالميَّة مرحلة الشباب ما بين 18 و44 عامًا، بينما تبدأ مرحلة الكهولة من 45 إلى 59، ثمَّ تأتي الشيخوخة من 60 عامًا فما فوق. لكنَّ هذه مجرَّد تقسيمات إحصائيَّة، لا تعكس بالضرورة حقيقة حياة كل فرد.

فكم من «ستينيٍّ» يتمتَّع بصحَّةٍ أفضلَ ونشاطٍ أكبرَ من شابٍّ في العشرين، وكم من مسنٍّ ما زال ينجز، ويبدع، ويشارك في الحياة بحيويَّة لافتة. إنَّ العمر الزَّمني لا يكفي وحده لقياس الشباب أو الشيخوخة؛ بل تُضاف إليه عوامل أُخْرى مثل الصحَّة الجسديَّة، اللياقة البدنيَّة، الاستقرار النفسيِّ، وحتى نمط التفكير.

ولعلَّ الأجملَ أنْ ننظر إلى العمر كرحلة، لكلِّ مرحلة فيها جمالها ورسالتها. فالشباب طاقة وبناء، والكهولة نضج وخبرة، أمَّا الشيخوخة فهي حصاد التجارب وحكمة السِّنين.

في النهاية، قد لا نملك التحكُّم في عدد السنوات، لكنَّنا نملك أنْ نعيشها بوعيٍ، ونحافظ على صحتنا، ونغذِّي عقولنا وأرواحنا، فنظلُّ شبابًا مهما امتدَّ بنا العمرُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى