عيد.. "الأمهات"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيد.. "الأمهات", اليوم الأحد 23 مارس 2025 11:32 مساءً

لم ينل عيد الأم هذا العام الذى وافق يوم الجمعة الماضي 21 مارس، كل هذا الصخب الذى كان يحدثه هذا اليوم على مدى السنوات القليلة الماضية، ذلك أن اليوم جاء مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان، وانشغال الكثيرين بأداء العبادات والتجهيز لأيام عيد الفطر.

تستحق الأمهات كل احتفاء وتكريم، فأن تكوني أما فتلك حالة لا يمكن لأحد وصفها، تلك المشاعر الفطرية التى يغرسها الخالق عز وجل فى قلب كل أم تجاه مولودها هى مشاعر لا تعرف للعطاء حدودا، فمن يمرض صغيرها أو يصاب بمكروه، تدعو الله بقلب خالص، وتتمني أن تصاب هي بدلا من صغيرها.

مشاعر الأم التى تدخل مباشرة إلى المطبخ فور عودتها من العمل وقبل أن تستبدل ملابسها، حتى تتمكن من الانتهاء بسرعة من إعداد وجبة الغداء، قبل أن يأتي زوجها وأولادها، والتى تهرع إلى إعداد نوع من الطعام طلبه الزوج أو أحد الأبناء حتى لو كان ذلك فى وقت متأخر من الليل أو خلال وقت ضيق، تلك مشاعر لا تحتاج إلى من يتناقش بشأن كونها ملزمة أو غير ملزمة بها، فتلك هى الفطرة وهى طبيعة الحال، فالأم والزوجة هى عمود خيمة بيتها، الذى على أساسه تبني الأسرة وتستمر في العطاء.

هناك نوع آخر من الأمهات اختبرهن الله عز وجل فى إصابة أحد أبنائها بالإعاقة، ووفقًا للأرقام الرسمية، فقد بلغت أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة 8.636 مليون شخص.

هذه الأعداد- وهى ليست قليلة- يقف وراءها أمهات تكابدن متاعب جمة دون أن يشعر بهن أحد، هناك منهن من تتحمل وتصبر وتحاول بشتى الطرق دفع طفلها للأمام وصنع المستحيل لوضعه على طريق موهبة أو نشاط رياضي أو فنى، ورأينا نماذج تستحق رفع القبعة لهن، لكن فى النهاية الحمل ثقيل، مثل هؤلاء قلت مرارا إنهن أمهات "مع مرتبة الشرف".

جميعنا يكن بين طيات مشاعره حبا من نوع خاص تجاه أمه، فذلك الرباط الذى هو سر الحياة، خلق نوعا من الحنو الفريد بين كلا الطرفين، عند الميلاد يتحسس الوليد رائحة أمه، قبل أن تبصر عيناه، ويطمئن إلى وجودها بجواره، فينام مستأنسا بدقات قلبها.. .

فقدان الأم هو اليتم الحقيقي، فأنت عندما يتوفى الله والدتك تتملكك مشاعر الغربة والوحدة، حتى وإن كنت بين إخوتك ووالدك، ذلك الشعور الذى تقع تحت وطأته وتظل تعاني منه طيلة حياتك حتى بعد أن تصبح أبا وزوجا..

جميل حقا أن نحتفل بالأمهات فى محاولة للاعتراف بفضلهن والامتنان لهن، غير أن هذا الاحتفال انحرف عن مساره خلال السنوات الماضية، وأصبح احتفالا صاخبا لا نراعي فيه مشاعر أطفال صغار غادرت أمهاتهم الحياة، أو حتى كبارا لا يطيقون "تقليب" مواجع فقدان الأم، وابتدع البعض فكرة تقديم الهدايا لمعلمات المدرسة فى عيد الأم، وأصبح الأمر وكأنه فرض على كل الطلاب ناهيك بالطبع عن أنه عبء مادى يضاف على كاهل الأسرة المنهكة فى مصروفات المدارس والدروس وخلافه.

جاء يوم عيد الأم هذا العام موافقا ليوم الجمعة ولأيام شهر الصيام ليرشِّد من التزيد والصخب فى الاحتفال، الذى نتمنى أن يقتصر فى قادم الايام على زيارة الأبناء لأمهاتهم وبرها وتقديم الهدايا لها فى هدوء، حتى لا يكون ذلك سببا فى جرح مشاعر "اليتامى".. .رحم الله من توفي منهن وبارك فى أعمار الأحياء.. وكل عام وكل الأمهات بخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق