نشر في الشروق يوم 10 - 06 - 2025

أصدرت لجنة التحقيق الأممية تقريراً جديداً حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجاء فيه أن "إسرائيل" دمّرت النظام التعليمي في غزة، ودمّرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثّل في الإبادة.
وقالت رئيسة اللجنة الأممية نافي بيلاي: "نشهد مؤشّرات متزايدة على أن إسرائيل تشنّ حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة، واستهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة، ويعرقل حقهم في تقرير المصير".
وجدت اللجنة أنَّ "إسرائيل" استخدمت الغارات الجوية والقصف والحرق والهدم المتعمّد لتدمير وإتلاف أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات في غزة، ما أدّى إلى تهيئة ظروف جعلت تعليم الأطفال، بمن فيهم المراهقون، وسبل عيش المعلمين، مستحيلة. والآن، أكثر من 658000 طفل في غزة محرومون من التعليم منذ 21 شهراً.
ارتكبت القوات الإسرائيلية جرائم حرب، شملت توجيه هجمات ضد المدنيين والقتل العمد، في هجماتها على المرافق التعليمية التي أوقعت ضحايا مدنيين. وبقتلها المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية، ارتكبت قوات الأمن الإسرائيلية جريمة ضد الإنسانية تتمثّل في الإبادة. وأشارت إلى أنّ جنود الاحتلال سجلوا بأنفسهم مقاطع فيديو ووزعوها، وكانوا يسخرون فيها من الفلسطينيين والتعليم الفلسطيني قبل تدمير المدارس والجامعات.
وتعتبر اللجنة هذه الأفعال مؤشراً على نية قوات الأمن الإسرائيلية تدمير هذه المرافق لتقييد وصول الفلسطينيين إلى التعليم على المدى البعيد.
تحويل جامعة الأزهر إلى كنيس يهودي
وأعلنت اللجنة أن لديها أدلة دامغة على أن قوات الأمن الإسرائيلية استولت على مرافق تعليمية واستخدمتها كقواعد عسكرية ونقاط انطلاق لنشاطها العسكري، بما في ذلك تحويل جزء من حرم جامعة الأزهر في المغراقة إلى كنيس يهودي للجنود.
في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عانى النظام التعليمي من تزايد العمليات العسكرية التي تشنّها قوات الأمن الإسرائيلية، ومضايقة الطلاب عبر زيادة نقاط التفتيش وعمليات الهدم، إضافة إلى هجمات المستوطنين الذين استهدفوا عمداً المرافق التعليمية لأكثر من 906 آلاف طالب فلسطيني.
في توصياتها، تحثّ اللجنة حكومة "إسرائيل" على الوقف الفوري للهجمات التي تستهدف المؤسّسات الثقافية والدينية والتعليمية، والاستيلاء على هذه المؤسسات واستخدامها لأغراض عسكرية، والإنهاء الفوري لاحتلالها غير القانوني للمواقع الدينية والثقافية أو للأراضي الفلسطينية، ووقف جميع خطط الاستيطان وأنشطته، والامتثال الكامل للتدابير المؤقّتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.
الأولى

.