نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صراع طاقة بين فرنسا و النيجر : شركة "سومير" على شفا الإفلاس, اليوم السبت 5 يوليو 2025 03:11 صباحاً
نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 04 - 07 - 2025
تشهد العلاقات بين فرنسا و النيجر توتراً متصاعداً حول قطاع استراتيجي بالغ الأهمية : اليورانيوم.
فقد أطلقت شركة "أورانو" الفرنسية، المملوكة بنسبة 90% للدولة و المتخصصة في وقود الطاقة النووية، ناقوس الخطر يوم الخميس، معلنة أن فرعها في النيجر "سومير" بات على وشك الإفلاس.
و وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة رويترز، فإن هذا الوضع ناجم مباشرة عن القيود التي فرضتها السلطات العسكرية في نيامي على صادرات اليورانيوم، بالإضافة إلى قرارها الأحادي بتأميم الشركة المنجمية.
قطيعة تدريجية بين "أورانو" ونيامي
كان مشروع "سومير" المشترك، في السابق، حجر الأساس للشراكة المنجمية بين فرنسا والنيجر. غير أن الوضع بدأ يتدهور منذ الانقلاب العسكري في جويلية 2023.
و في ديسمبر 2024، تولت السلطات الجديدة في نيامي السيطرة التشغيلية على المنجم الوحيد النشط لليورانيوم في البلاد، الذي كانت تديره "أورانو" عبر "سومير".
و في الشهر الماضي، تم تأكيد هذا الاستحواذ من خلال إعلان رسمي عن التأميم، وهو ما اعتبرته الشركة الفرنسية تصعيداً خطيراً في النزاع القائم.
و ترى "أورانو" أن هذا القرار يأتي في سياق تزايد الخلافات حول إدارة الموارد المنجمية والمصالح الاستراتيجية المرتبطة بها.
أصل استراتيجي مهدد بالانهيار
كانت "سومير" تمثل ما يصل إلى 15% من إمدادات اليورانيوم لشركة "أورانو" عندما كانت المنجم يعمل بطاقته القصوى. ويُعدّ النيجر سابع منتج عالمي لليورانيوم، و يشكّل دعامة أساسية في محفظة الموارد النووية لكل من فرنسا وأوروبا.
و أكدت "أورانو" أنها نبهت منذ أكتوبر 2024 إلى التدهور المالي لشركة "سومير"، مشيرة إلى أن مواصلة الاستغلال تحت الضغط، رغم الخسائر المتزايدة، لا يؤدي سوى إلى تفاقم الأزمة.
و بحسب الشركة، فإن غياب التعاون والإصرار على مواصلة النشاط في سياق اقتصادي غير مواتٍ، يقود حتماً إلى حالة عجز عن السداد.
أزمة ذات أبعاد جيوسياسية
بالنسبة لباريس، تتجاوز هذه المسألة البعد الاقتصادي البحت، إذ إن الرهان استراتيجي بامتياز: الحفاظ على وصول مستقر وآمن إلى مورد أساسي لصناعة الطاقة النووية الفرنسية. وتُعدّ "أورانو" ركيزة محورية في منظومة الاستقلال الطاقي الوطني.
و يأتي هذا الصراع بين "أورانو" والسلطات النيجرية في سياق أوسع من إعادة تأكيد النيجر على سيادتها الاقتصادية منذ التغيير في النظام. كما أن التصعيد الأخير في ملفات مواد أولية أخرى مثل الذهب والفحم، يعكس توجهاً واضحاً نحو إعادة صياغة الشراكات مع القوى الاستعمارية السابقة.
و لم يصدر حتى الآن أي تعليق من وزارة المناجم في النيجر، رغم طلبات التوضيح التي وجهتها وكالة رويترز. ويبقى مصير "سومير"، وأبعد من ذلك مستقبل التعاون الطاقي بين البلدين، رهيناً بتوضيح سياسي لمآلات الوضع.
تحليل استراتيجي
فقدان السيطرة على "سومير" لا يضعف فقط شركة "أورانو"، بل يطرح تساؤلات عميقة حول مجمل الاستراتيجية الفرنسية للوصول إلى الموارد الحيوية في غرب إفريقيا.
هذا الحدث يسلط الضوء على هشاشة الشركات المرتبطة بأنظمة سياسية غير مستقرة، وعلى حاجة الدول الأوروبية لإعادة التفكير في سلاسل إمدادها.
و من جهته، يوجه النيجر من خلال استرجاعه لزمام موارده رسالة قوية لبقية الدول الإفريقية التي ترتبط منذ عقود باتفاقيات مع شركات متعددة الجنسيات.
غير أن التأميم دون توفير حلول للجدوى المالية قد يؤدي، على المدى الطويل، إلى تقويض مردودية الاستغلال وإلحاق الضرر بتنمية القطاع المنجمي المحلي.
أما بالنسبة ل"أورانو"، فالتحدي الآن يتمثل في تأمين مصادر تموين جديدة، دون خسارة موطئ قدمها في منطقة لطالما شكلت محوراً استراتيجياً لنموها.
تعليقات
.
0 تعليق