واشنطن تخفف القيود على صادرات البرمجيات إلى الصين

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واشنطن تخفف القيود على صادرات البرمجيات إلى الصين, اليوم السبت 5 يوليو 2025 03:11 صباحاً

واشنطن تخفف القيود على صادرات البرمجيات إلى الصين

نشر بوساطة حمزة بن خليفة في تونس الرقمية يوم 04 - 07 - 2025

1852503
رفعت الولايات المتحدة مؤخرًا عدة قيود كانت قد فرضتها خلال الأشهر الماضية على تصدير برمجيات حاسمة مخصصة لتصميم أشباه الموصلات، بالإضافة إلى بيع الإيثان، إلى الصين.
و جاء هذا القرار، الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء من قبل وزارة التجارة الأمريكية، في إطار اتفاق تجاري تم التوصل إليه مؤخرًا في العاصمة البريطانية لندن.
و بحسب توضيحات الشركات المعنية، و هي "سينوبسيس" و "كادنس ديزاين سيستمز" و "سيمنس EDA" – و هي الشركات العالمية الثلاث الكبرى في مجال برمجيات أتمتة التصميم الإلكتروني (EDA) – فقد تم إبلاغها رسميًا بعدم سريان شرط الحصول على ترخيص مسبق لعملياتها التجارية مع الصين.
و يهدف رفع هذه القيود إلى تشجيع إعادة تنشيط العلاقات التجارية، التي كانت قد جُمّدت عقب فرض بكين لقيود على تصدير المعادن النادرة.
انفراج مشروط
تأتي هذه الخطوة ضمن الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في إطار اتفاق أُبرم الأسبوع الماضي في لندن، حيث تعهّدت واشنطن بتيسير تصدير عدد من المنتجات الاستراتيجية إلى الصين، من بينها برمجيات تصميم الرقائق و الإيثان و حتّى محركات الطائرات النفاثة.
و في المقابل، وعدت الصين بالإسراع في إصدار تصاريح تصدير معادنها النادرة، التي تُعدّ ضرورية لقطاعات متنوعة مثل توربينات الرياح و الطيران.
و تُجسّد هذه التطورات بنود اتفاق أوسع تم التمهيد له في جنيف قبل شهر و يُترجم أيضًا من خلال رفع شروط الترخيص التي كانت قد فُرضت في نهاية ماي و جوان على عدد من الشركات الأمريكية المصدّرة للإيثان.
منعطف استراتيجي في ظل التنافس التكنولوجي
يمثّل هذا القرار تحولًا كبيرًا في الموقف الأمريكي.
فخلال السنوات الماضية، استخدمت الولايات المتحدة قيود التصدير كأداة ردع لمنع الصين من الوصول إلى تكنولوجيا متقدمة، خاصة في مجالات أشباه الموصلات و الذكاء الاصطناعي ذي الاستخدامات العسكرية.
و كانت إدارة البيت الأبيض قد شدّدت، في ماي الماضي، موقفها من خلال توسيع القيود لتشمل برمجيات EDA الضرورية لتصميم الرقائق الإلكترونية، بما في ذلك تلك المستخدمة من قبل شركات مثل "نفيديا" و "آبل".
و كان الهدف منع الصين من تحقيق أي تقدم تكنولوجي قد يعزز قدراتها العسكرية.
لكن، وفقًا لوكالة "بلومبرغ"، فإن القيود التي فُرضت على برمجيات التصميم كانت غامضة إلى حد كبير، حيث لم تُقدَّم تعليمات واضحة بشأن ما يجوز أو لا يجوز تصديره، مما أثار حالة من عدم اليقين لدى المصنعين المعنيين.
بكين تحصد مكسبًا استراتيجيًا
بالنسبة للصين، تُعد هذه الخطوة مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا. فمنذ سنوات، كانت بكين تطالب بإدراج ضوابط التصدير ضمن المفاوضات التجارية، وهو ما كانت واشنطن ترفضه دائمًا، بحجة الحفاظ على أمنها القومي.
لذلك، فإن قرار واشنطن بتخفيف هذه القيود يُعدّ تنازلًا مهمًا، ويمهد الطريق لحوار أكثر واقعية بشأن القضايا التكنولوجية الحساسة.
و خلال افتتاح المفاوضات في لندن، ألمح كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، إلى إمكانية أن "تُخفف الولايات المتحدة بعض القواعد التي تعتبرها الصين حيوية"، خاصة في مجال أشباه الموصلات.
تحليل
يأتي تخفيف القيود الأمريكية في سياق سعي إلى إعادة التوازن في العلاقات الصينية الأمريكية، وسط اعتماد متبادل على التكنولوجيا.
فبينما تحاول الولايات المتحدة الحدّ من وصول بكين إلى التكنولوجيا المتقدمة، تُدرك في المقابل ضرورة تجنّب قطيعة حادة قد تضر بمصالحها الاقتصادية.
و في المقابل، توظف الصين ما تملكه من أوراق ضغط – لا سيما هيمنتها على سوق المعادن النادرة – للتفاوض على شروط أفضل.
و رغم هشاشة هذه التهدئة، فإنها تُظهر أن المنافسة بين واشنطن وبكين لا تُحسم فقط بالمواجهة المباشرة، بل تُدار أيضًا من خلال تسويات تجارية مرحلية.
و بالنسبة لشركات التكنولوجيا في كلا البلدين، قد تُشكّل هذه الهدنة فسحة لالتقاط الأنفاس وسط توتر عالمي متصاعد.
تعليقات

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق