مع الشروق .. مريدو السفير الجديد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. مريدو السفير الجديد, اليوم السبت 29 مارس 2025 10:30 مساءً

مع الشروق .. مريدو السفير الجديد

نشر في الشروق يوم 29 - 03 - 2025

2349036
أكثر ما يقع ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو منسوب للرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعهد فيه للسفير الجديد الذي وقع ترشيحه العمل في سفارة الولايات المتحدة بتونس. و لا نخوض في ما إذا كان هذا الفيديو صحيحا أو منتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي، و لكن ما يعنينا هو تهليل البعض في تونس لهذا الفيديو و كأنه "فتح" مستنسخ من عملية "فتح" دمشق التي تلتها خلال ساعات قليلة عملية تدمير شامل للجيش العربي السوري. وهؤلاء بعد ان أوصدت في وجوههم فرص العودة للحكم من جديد، عبر رفض الشعب التونسي لهم و لخياراتهم البائسة، يرفعون لواء الاستقواء بالخارج كما هو الحال طيلة وجودهم في الساحة السياسية، وهذا الأمر لا يخص النهضة و أتباعها فقط بل يشمل كذلك قوى يسارية واجتماعية وسطية، وهذه المجموعة هي التي هللت منذ اسابيع لتصريحات النائب جو ويلسون و الذي تحدث فيها عن ضرورة تغيير سياسي في تونس.
إنّ هذا التفكير السياسي الذي يعوّل على الخارج، و يتداول المقطع الذي يقول فيه ترامب – إن صح طبعا- للسفير إن الكثيرين ينتظرون هناك لاستكمال نشر "ديانة" الإبراهيمية الجديدة التي عطّلها بايدن، و إنّ عملا كبيرا ينتظر السفير في تونس. وهذا التهليل لمثل هذه التصريحات يكشف عن طموحات هؤلاء بتحقيق هدفين. الأول هو أن تنصاع تونس تحت ضغط أمريكي للانخراط في مسار التطبيع مع الكيان تحت يافطة الإبراهيمية، وحينها ستشهر السيوف في وجه الرئيس سعيد الذي يقال عنه إنه مطبّع و إما سيرفض سعيد و بالتالي سيورط تونس في مواجهة امريكا، و سيواجه نقمة ترامب، التي قد تصل في أحلام هؤلاء و أوهامهم بتغيير النظام في تونس و سيأتي بنظام جديد يقبل التطبيع و لكن لن يكون النظام الجديد إلا هم أنفسهم الذين سيقدمون كل فروض الطاعة و الولاء فقط من أجل العودة للسلطة.
ولو أردنا أن نفكّر بعقلانية، فإن تونس كغيرها من دول العالم تواجه فعليا ضغوطا منذ سنوات من أجل الانصياع للتطبيع و لكن الرئيس قيس سعيد كان موقفه واضحا وأعلنه في عديد المرات، ألا وهو نصرة القضية الفلسطينية من أجل تحرير الأرض من النهر إلى البحر أي كل فلسطين، وهو موقف يتجاوز كل المواقف العربية دون استثناء. وعندما يحل السفير الجديد، لن يتجاوز دوره خدمة المصالح المشتركة بين البلدين، مثلما هو الحال مع بقية التمثيليات الدبلوماسية العاملة في بلادنا. و أخشى ما أخشاه أن يهرع المريدون إلى مطار قرطاج ذات يوم لاستقبال السفير الجديد على انغام "طلع البدر علينا".
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق