نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : دوش ترامب وأوساخ أمريكا, اليوم السبت 12 أبريل 2025 11:53 مساءً
نشر في الشروق يوم 12 - 04 - 2025
في تعليقه على القانون الذي وقعه لإنهاء ما أسماه "حصارا مائيا" نهجه اوباما و بايدن، قال ترامب إنه ينتظر ربع ساعة من أجل أن يبتل شعره الجميل، وهو يريده إعادة ضخ المياه بقوة أكبر حتى يستطيع الاستحمام بشكل جيد". ومثل هذا التصريح أثارا جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، خاصة أنه يأتي في وقت تستعر فيه حرب الضرائب الأمريكية على الأسواق الدولية. وسؤالنا إن كان ترامب يهدف إلى "طهارة شخصية"، فهل تكفي مياه الأطلسي لتغتسل أمريكا من ذنوبها تجاه شعوب العالم و تتطهر من دماء الابرياء التي سفكتها ؟
الواقع أن أمريكا، تلطّخت أياديها بأدران الحروب منذ نشأتها بإبادة شعوب أمريكا الاصلية، و تلطخت باستعمالها السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية، و بجعلها العالم مختبرا لكل أسلحتها التي جربتها في الاراضي العربية خصوصا. و الواقع أن تاريخ أمريكا و واقعها يثبت أن هذا البلد الغربي، يعامل شعوب العالم معاملة الاستعباد والإذلال، وليست حرب الأداءات الجمركية إلاّ تفصيلا جديدا أو حلقة أخرى من مسلسل طويل من حرب أمريكية على شعوب العالم، نهبت خلالها مواردها و خيراتها و دمرت دولا و شعوبا. هكذا هي أمريكا التي ترفض التوقيع على المعاهدات الدولية لإنقاذ كوكبنا من دمار آت لا محالة في ظل استمرار اشتداد ظاهرة الاحتباس الحراري، و في ظل استمرار إصرار أمريكا على عدم التحول إلى الصناعات النظيفة. إنّ أهم اختبار حالي أمام البيت الأبيض الذي يشكو من مستوى تدفق المياه الضعيف إلى حمام ترامب، هو تلك المذبحة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 في غزة، و التي تدفقت فيها دماء الفلسطينيين بأضعاف أضعاف مياه البيت الأبيض. وقد تلطخت دماء الأمريكيين بدماء أطفال غزة، الذين قتلوا غيلة بأسلحة أمريكية و بقنابل و طائرات و جهاز استخبارات، فهل يمكن أن يتطهر ترامب و إدارته من كل هذه الجرائم فيما لو صارت مياه حمامه تتدفق بقوة أكبر.
لا شكّ في أنّ العصر الأمريكي جلب للعالم شرورا كثيرة، وأن سياسات الحكومات الأمريكية المتعاقبة، قد لوثت العالم، وأن مياه الأطلسي – لا مياه الحمام الترامبي- يمكن أن تغسل ذنوب واشنطن.
كمال بالهادي
.
0 تعليق