مع الشروق : المطلوب نزع سلاح الصهاينة... لا سلاح المقاومة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : المطلوب نزع سلاح الصهاينة... لا سلاح المقاومة, اليوم السبت 19 أبريل 2025 12:56 صباحاً

مع الشروق : المطلوب نزع سلاح الصهاينة... لا سلاح المقاومة

نشر في الشروق يوم 18 - 04 - 2025

2350990
في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لعدوان وحشي من الاحتلال الإسرائيلي، ويُذبح آلاف الاطفال والنساء وتدمّر آلاف المنازل، يضاف إلى نكبته مأساة جديدة وهي المواقف العربية المتخاذلة الساعية إلى إضعاف الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
وليس الغريب أن يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة الفلسطينيين ويواصل تعزيز ترسانته العسكرية بدعم غربي، بل العجب العجاب هو أن نرى بعض الأنظمة العربية تتحول إلى أدوات ضغط على الفلسطينيين، مطالبين إياهم بالتخلي عن سلاحهم الشرعي ، وهو سلاحهم الوحيد الذي يمثل حقهم في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم.
هذه المطالبات بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية ماهي الا حلقة جديدة في مسلسل التواطؤ العربي مع الاحتلال، الذي يسعى إلى تجريد الفلسطينيين من وسائل الدفاع الأساسية في وقت يعزز فيه الاحتلال قدراته العسكرية.
فبينما تتدفق الاسلحة الأمريكية إلى الكيان المحتل بما في ذلك القنابل الموجهة والذكية، يصر البعض على أن الفلسطينيين يجب أن يتخلوا عن سلاحهم الذي يعتبرونه حقا مشروعا في معركتهم ضد الاحتلال.
فالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الحرب الإسرائيلي يوآف كاتس، والتي كشف فيها عن شرط مصري جديد يتضمن تفكيك سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب، تكشف عن الدور العربي المريب الذي يبدو أنه ينسجم ويتماهى بشكل كامل مع أهداف الاحتلال خاصة وان هذه المطالب والشروط المريبة تتزامن مع حملة إبادة إسرائيلية لا تتوقف في غزة، مما يضع العديد من الأسئلة حول دور الأنظمة العربية في إضعاف المقاومة الفلسطينية بدل أن تكون سندا لها في محنتها.
المفارقة الكبرى هنا أن بعض الأنظمة العربية، التي يقال عنها مساندة وحليفة للقضية الفلسطينية، قد أصبحت جزءا من الجوقة الصهيونية والغربية التي تسعى إلى نزع سلاح المقاومة، بينما تظل إسرائيل تعربد بلا حسيب او رقيب وتحصل على أسلحة متطورة ومتقدمة، من بينها تلك التي تم استخدامها في تدمير قطاع غزة بأكمله طوال الاشهر الماضية. إذن، كيف يمكن لأي طرف أن يطالب الفلسطينيين بتسليم سلاحهم في وقت هو فيه في أمسّ الحاجة إليه لمواجهة عدوان دام مستمر ومتزايد ؟
أما بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فهي تبقى ثابتة في مواقفها حيث تؤكد في أكثر من مرة أن سلاحها حق مشروع لا يمكن التنازل عنه ، وقد شدد عدد من قادة حركة حماس كذلك على أن سلاحهم ليس محلا للمساومة، بل هو أداة الدفاع الوحيدة التي تتيح لهم مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية المدمرة.
إن ما يتطلبه الوضع الراهن ليس نزع سلاح المقاومة، بل نزع سلاح الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتوقف عن قتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية الفلسطينية وتوسيع الحرب لتشمل اكثر من 7 جبهات ممتدة من لبنان الى اليمن وغزة والضفة وايران وسوريا والعراق وغيرهم.
والمطلوب هو أن ترتفع الأصوات العربية الحقيقية المناصرة لفلسطين، وأن تُحاسب الأنظمة التي تدعي الوقوف مع الشعب الفلسطيني، لكنها في واقع الأمر تساهم في دعم الاحتلال بشكل مباشر او غير مباشر.
والمطلوب كذلك هو أن يعود العرب إلى بوصلتهم وموقفهم الصحيح وهو دعم الفلسطينيين في مقاومتهم المشروعة بكل السبل الممكنة، وليس الانصياع للضغوط الامريكية والصهيونية التي تسعى إلى تجريدهم من حقهم الأصيل في الدفاع عن أرضهم.
ناجح بن جدو

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق