خطة دفاعية أوروبية للتحرر من واشنطن و"عقبات" ترامب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة دفاعية أوروبية للتحرر من واشنطن و"عقبات" ترامب, اليوم السبت 22 مارس 2025 02:47 مساءً

خطة دفاعية أوروبية للتحرر من واشنطن و"عقبات" ترامب

نشر في الشروق يوم 22 - 03 - 2025

2348209
تسعى خطة أوروبية طرحت أخيرا إلى التحرر من دور الولايات المتحدة في مسؤولية الدفاع عن القارة، والتعامل مع العقبات التي يضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حماية أمن الأوروبيين.
ويتزامن ذلك مع بناء صناعات دفاعية تنافسية إلى جانب صياغة سياسة أمنية موحدة وفعالة، وسط قناعة بضرورة عدم الاعتماد إلى الأبد على أمريكا في الدفاع أمام روسيا.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" قالت إن عدة دول أوروبية تعتزم تقديم خطة إلى الولايات المتحدة تمتد من 5 إلى 10 سنوات لتولي المسؤولية الأساسية عن تمويل حلف الناتو.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن 4 مسؤولين أوروبيين، أن القوى العسكرية الكبرى في أوروبا تعمل على وضع خطة لتولي مسؤولية أكبر عن دفاع القارة من الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطة من المتوقع أن تستمر من 5 إلى 10 سنوات، وتهدف إلى تحويل العبء المالي والعسكري إلى العواصم الأوروبية، ليتم تقديمها إلى الولايات المتحدة قبل القمة السنوية لحلف الناتو في يونيو حزيران القادم.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من أداء الحلف وهدد بالانسحاب من الناتو إذا لم تتحمل الدول الأوروبية مسؤولية مالية أكبر تجاه أمنها، بعد أن طالب دول الناتو الأوروبية بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من ناتجها المحلي.
تداعيات عميقة
أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية، الدكتور محمد المودن، أكد أن خطة الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولية الدفاع عن القارة العجوز يتم تشكيلها في ظل التداعيات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية العميقة الخاصة بتراجع الدور الأمريكي الدفاعي.
وقال: أدرك الأوروبيون ضرورة تعزيز استقلاليتهم الأمنية لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما وضح من ضعف دول القارة في الدفاع عن نفسها.
وأضاف المودن في تصريحات ل"إرم نيوز" أن الخطة تأتي في سياق عزم دول الاتحاد الأوروبي تعبئة 800 مليار يورو خلال السنوات المقبلة من خلال ميزانيات الدول الأعضاء بما في ذلك 150 مليار يورو في شكل قروض، بشرط ألا تقل مشتريات المعدات العسكرية المصنعة داخل أوروبا عن 65 % من كامل المعدات لدعم التسويق الداخلي والحفاظ على الأموال الأوروبية داخل القارة.
وأشار المودن إلى أن أكثر من 80% من المشتريات العسكرية بالاتحاد الأوروبي من حلفاء خارج الكتلة، ومع الأزمة الدفاعية الحالية تصاعد التفكير الجاد في الاعتماد على التصنيع العسكري الداخلي.
ولفت إلى أن مشروع الكتاب الأبيض الذي قدم من المفوضية الأوروبية أخيرا يتضمن خطة الدفاع الأوروبي ويحدد المجالات الحرجة التي يجب تطويرها، مثل الدفاع الجوي والصاروخي والمدفعية المتطورة والطائرات المسيرة إلى غير ذلك.
وقال إن هذه قطاعات يسعى الاتحاد الأوروبي لتحسينها لمواكبة القوى الكبرى في هذا المجال وسط تساؤلات حول الجدوى المالية لخطة الدفاع الأوروبية ومدى استعداد الدول الأعضاء للتنسيق في سياسات الدفاع، بين من يدعم تعزيز التعاون العسكري، وفي صدارتها ألمانيا وفرنسا، ودول أخرى مترددة في ذلك.
واستكمل المودن حديثه بالقول إن الاتحاد الأوروبي يريد الذهاب بخطوة حاسمة للاستقلالية الاستراتيجية التي يعتمد نجاحها على قدرة الأوروبيين على تجاوز العقبات السياسية والمالية الداخلية، ثم بناء صناعات دفاعية تنافسية إلى جانب صياغة سياسة أمنية موحدة وفعالة، وسط قناعة بضرورة عدم الاعتماد إلى الأبد على أمريكا لضمان الدفاع أمام روسيا.
تجاوز عقبات ترامب
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، رامي درويش، أن هذه الخطة هدفها تجاوز العقبات التي يضعها ترامب حول الدفاع عن أوروبا ضمن الناتو، تزامنا مع بناء صناعات عسكرية تنافسية أوروبية إلى جانب صياغة سياسة أمنية موحدة وفعالة للتحرر على المدى القريب من الحماية الأمريكية.
وبين درويش في تصريحات ل"إرم نيوز"، أن أوروبا عبر هذه الخطة تشتري الحماية بشكل مؤقت حاليا من أمريكا أمام روسيا في ظل ما ستستفيد منه واشنطن من خطة التمويل العسكري الأوروبي.
وأوضح: تعمل دول القارة في المقام الأول على الذهاب تدريجيا إلى بناء منظومة صناعات عسكرية تقنية متقدمة وأن يكون ذلك لصالح الاقتصاد والدفاع الأوروبي، وأن يكون التعامل مع الولايات المتحدة ضمن الناتو متوازنا، وألا يكون لواشنطن التحكم المستقبلي بعدم فرض المقايضة بحماية أوروبا مجددا بالشكل الذي جاء مع ترامب.
وأفاد درويش بأن الخطة مرحلة تدريجية للاعتماد الذاتي مستقبلا في الدفاع عن أمن القارة مع تقديم مقابل لواشنطن نظير الحماية خلال سنوات قليلة قادمة، واستكمال عملية الدفاع المشترك ضمن الناتو لحين تجهيز آليات الدفاع الخاصة بالقارة التي تجعلها تعتمد على نفسها في حماية ذاتها.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق