السيسي في الكويت: حفاوة لا تكذب وتاريخ لا يُزوّر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيسي في الكويت: حفاوة لا تكذب وتاريخ لا يُزوّر, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 02:35 مساءً

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة لدولة الكويت الشقيقة أظهرت مشهد يفيض بالرمزية والدفء العربي الأصيل، حيث استقبلت دولة الكويت الرئيس عبد الفتاح السيسي بحفاوة رسمية وشعبية غير مسبوقة، عكست مكانة مصر ورئيسها في قلب القيادة الكويتية وشعبها.

 

فعندما يزور الرئيس المصري دولة عربية تربطنا بها علاقات أخوة ومحبة وتوافق على مر الزمان لا يكون الأمر مجرد زيارة بروتوكولية، ولا يُقرأ في سياقه الدبلوماسي المعتاد فحسب، بل يُقرأ كما تُقرأ الصفحات القديمة من كتب الأخوّة العربية، حيث تمتد الجذور بين القاهرة والكويت عميقًا، وتتشابك فروعها في الوجدان قبل السياسات.

 

مشهد الاستقبال كان أشبه بلوحة تاريخية، لا ينقصها سوى أن تُطرّز بإطار من ذهب ، فما إن حطت الطائرة الرئاسية المصرية على أرض المطار ، حتى انطلقت الطائرات الحربية الكويتية في عرض جوي مهيب، رسمت فيه ألوان علم الكويت في السماء، إيذانًا بزيارة تاريخية تعكس روابط الأخوة والاحترام المتبادل بين البلدين ، رافق ذلك عزف النشيدين الوطنيين، واستعراض حرس الشرف، ما أضفى على الاستقبال طابعًا احتفاليًا ورسميًا بالغ الدلالة.

 

وفي قصر بيان أقيمت مراسم استقبال رسمية بالغة الحفاوة، حيث استقبل الأمير ضيفه الكبير بـ"العرضة الكويتية" بالسيف شارك فيه سموه في مشهد تراثي لا يُقام إلا لكبار الزوار، ويجسد روح الفخر والترحيب. 

 

تبادل الزعيمان الكلمات الدافئة، وأكدا على عمق العلاقات الثنائية الممتدة، ومواقف مصر والكويت الموحدة في القضايا العربية والإقليمية ، الكلمات لم تكن تُلقى من فوق منصات، بل خرجت من القلب لتعانق القلب.

 

"أهلًا بك في بلدك الثاني"، قالها الأمير دون تكلف، فكان وقعها أقوى من كل التعليقات المتناثرة هنا وهناك على صفحات التواصل، حيث تُحاك روايات مغرضة، وتُبَث سموم الفرقة ، لكن الحقيقة كانت هناك  على أرض المطار ، وخارجه حيث اصطف مئات الأطفال على جانبي الطريق حاملين الأعلام المصرية والكويتية لاستقبال الرئيس السيسي بفرحة وهتافات وسعادة بالغة تؤكد حب أبناء الشعب الكويتي لمصر وزعيمها وشعبها .

 

كان الاستقبال الرسمي والشعبي والتناول الصحفي للزيارة بمثابة رصاصة في قلب كل حاقد يحاول إشعال فتيل الكراهية بين الشعبين سواء ببعض المواقف الفردية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، كما فضح حقيقة اللجان الإلكترونية التي تُستخدم من قبل الأعداء لبث الفرقة وشحن النفوس بين الشعبين الشقيقين .

 

 فعلى مدار سنوات لجأت حسابات إلكترونية لاستخدام أدواتها العدائية بشتى الطرق من أجل تشويه الصورة ، ومحاولات لزرع فتنة لا تنبت ، استندت إلى مقاطع مجتزأة، وأقوال مغلوطة، ووجوه مأجورة اعتادت الصيد في المياه العكرة ، لكن الكويت قالت كلمتها حكومة وشعبا ،  وظهر ذلك جليا في أقلام  وأصوات صحفييها كالصوت القوي للكاتب الكويتي حسن سلامة ، الذي وصف الحفاوة بأنها "تأكيد على متانة الروابط الأخوية والتاريخية"، وكذلك جاءت ردود أفعال أبرز المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي مرحبة للغاية بحفاوة الاستقبال .

 

أما الشعب المصري، فلم يحتج إلى من يُقنعه ، فهو يعرف أهل الكويت كما يعرفونهم ، فكلاهما عبر أزمات، ووقف مع الآخر يوم مالت السفن ، فلم يُسلم بعضهم بعضًا، بل كانت الأذرع الممتدة من الخليج إلى النيل سُترة للعروبة حين مزّقها العابثون.

 

إن زيارة الرئيس السيسي لم تكن زيارة عابرة في دفتر العلاقات، بل كانت تأكيدا على متانة العلاقة ، أما أمير الكويت لم يكن يرسل رسائل سياسية فقط، بل يعيد صياغة المشهد العربي كما يجب أن يكون " لا مكان بيننا لمن يبث الكراهية، ولا منصة لأولئك الذين يريدون طمس ذاكرة الأخوّة " .

 

فالذين يُشككون في محبة الكويت لمصر، إما أنهم لا يعرفون التاريخ، أو يرفضونه عمدًا ، أما الحقيقة، فقد كُتبت هذه الأيام مجددًا... لا بالحبر، بل بالحفاوة .

 

وبشكل شخصي أكتب هذه السطور وأنا لا أتحدث كمراقب من بعيد، بل كشاهد عيان على عُمق المحبة التي تربط بين مصر والكويت. فقد وُلدت على أرض الكويت ، وعشت بين أهلها الكرام الذين لم أجد منهم إلا الخير والمودة والاحترام ، ولم أشعر يومًا بالغربة ، بل كنت دومًا جزء من هذا النسيج المتماسك ، الذي يجمع المصري والكويتي في بيت واحد ، ومدرسة واحدة ، وشارع واحد.

 

كبرتُ وأنا أرى كيف تُفتح الأبواب للمصريين بمحبة، وكيف يحتفي الكويتيون بلهجتنا، بثقافتنا، وبتاريخنا المشترك. 

 

فلا عجب أن تأتي زيارة الرئيس السيسي وسط هذا الدفء الكبير، لتعكس ما نعرفه نحن أبناء الواقع " أن الفتن المصطنعة لا مكان لها، وأن ما يربطنا أقوى من كل ما يُنشر أو يُروّج ".

 

ومن عاش بين الشعبين، يعلم أن ما بينهما ليس مجرد دبلوماسية... بل إخاء نابع من الجذور، ومن ذاكرة مشتركة، ومن حب لا تهزّه الشائعات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق