آخر استعدادات أوروبا لمواجهة حرب عالمية ثالثة.. هل يحتاج العالم للمخابئ النووية؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
آخر استعدادات أوروبا لمواجهة حرب عالمية ثالثة.. هل يحتاج العالم للمخابئ النووية؟, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 04:09 مساءً

في ظل تصاعد التوترات الدولية والتهديدات المتبادلة بين روسيا وأوكرانية وأوربا باستخدام الأسلحة النووية من ناحية وإيران وإسرائيل من ناحية أخرى أصبح البحث عن الأمان مطلبًا ملحًا، إذ تبدأ الدول الأوروبية فى تطوير وترميم وبناء المخابئ النووية في ظل مخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة.

 

فرغم تصميم محطات الطاقة النووية بأنظمة حماية لمنع المواد المشعة من الانطلاق إلى البيئة في حالة حدوث أي حادثة أو انفجار، لكن قد تتسرب بعض المواد الإشعاعية وتسبب مخاطر صحية للسكان في منطقة التسريب، لكن ذلك يعتمد على الجرعة أو كمية الإشعاع التي يمتصها الجسم، ونوع المادة المشعة، والطريقة التي دخلت بها المواد المشعة إلى الجسم، ومدة تعرض الجسم للمواد المشعة.

 

وأمام هذه التطورات المتسارعة عادت للواجهة تجارة «المخابئ النووية»، التي كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يعاد إحياء هياكل منسية من حقبة الحرب الباردة لتصبح سلعة باهظة الثمن ورمزًا للهروب من نهاية العالم.

 

المخابيء 22
 

وفي المملكة المتحدة، يتدافع السكان المذعورون للبحث عن ملاذ آمن يحميهم من هجوم نووي محتمل، وباتت المخابئ النووية التي بُنيت أثناء الحرب الباردة مطلبًا شديد الإلحاح، مع عروض مغرية على منصات عديدة، حيث تُباع هياكل جاهزة للدفن في الحدائق مقابل نحو 10 آلاف جنيه إسترليني.

 

وتعتبر فنلندا من الدول الأوروبية التى بدت استعدادها، من خلال تعزيز الإنفاق العسكرى، وبناء مخابئ تحت الأرض، وأعلنت الحكومة الفنلندية أن إنفاقها الدفاعى سيصل إلى 3% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2029، وتستعد لحرب عالمية ثالثة من خلال شبكة من 50.500 ملجأ تحت الأرض قادرة على إيواء 4.8 مليون شخص، يمثلون 85% من سكانها، ويمكن تفعيل هذه المرافق فى أقل من 72 ساعة.


 المخابيء الامنة  في أسبانيا

 

وفى السياق نفسه، قامت إسبانيا بزيادة إنشاء المخابئ النووية بنسبة 200% بسبب التوترات التى يشهدها العالم، ويتزايد الطلب على المعلومات وبناء المخابئ والملاجئ الخاصة الأخرى فى إسبانيا،، وقالت شركة VIP Bunker، الشركة الإسبانية التى تصنع ملاجئ لنهاية العالم في إسبانيا، أن بأسعار تبدأ من 100 ألف يورو، وأكدت «منذ انقطاع التيار الكهربائي، نتلقى 60 مكالمة في الساعة».

 

وقال مدير الشركة الإسبانية، فرناندو دياز لصحيفة الإسبانيول، حتى الآن، باع ما مجموعه 26 مخبًا، موزعة بين برشلونة، ومورسيا، وألباسيتى، وفالنسيا، وقريبا ألميريا. ومع ذلك، لا يستبعد توسيع قاعدة عملائه خارج حدودنا. يقول: «لقد استقبلت أيضا أشخاصا مهتمين من فرنسا».

 

وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن تلك المخابئ لديها حمامات سباحة وصالات رياضية، ومناطق لعب، مع هياكل مقاومة للانفجارات والانهيارات والإشعاعات والهجمات الكيميائية، وتحديث الأنظمة لتحويلها سريعًا إلى ملاجئ مدنية.

 

وقال جييرمو أورتيجا، المدير الفنى لشركة Bunker World، بوجود «إقبال كبير» على هذه الأنواع من المنشآت نظرًا لحالة عدم اليقين الحالية. ويتوقع استمرار هذا الإقبال مع تزايد الوعى العام، وهو أمر يحدث منذ سنوات فى أماكن مثل الولايات المتحدة.

 

يتذكر أورتيجا ارتفاعًا ملحوظًا فى الطلب فى البداية مع بدء الحرب الأوكرانية فى فبراير 2022، وبلغ ذروته عندما أوصت المفوضية الأوروبية مؤخرًا بتوفير الطعام والماء والأدوية ومجموعة أدوات أساسية للبقاء على قيد الحياة لمدة 72 ساعة للتعامل مع الأزمات الأمنية المحتملة.

 

المخابييء
 

المخابىء النووية في سويسرا


أما سويسرا، فإنها من اكثر الدول الأوروبية تأهبا لحرب عالمية ثالثة، وتمتلك سويسرا 370 ألف مخبأ نووى، وهو عدد كاف لتوفير المأوى لكل ساكن في حال وقوع كارثة، حيث أن عدد سكانها يقل عن تسعة ملايين نسمة.

وكانت أطلقت حكومة سويسرا عملية لاستعادة مخابئها النووية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، والتى ستسعى من خلالها إلى ضمان حماية مواطنيها فى حالة نشوب صراع واسع النطاق، ناجم عن التوترات المتزايدة فى جميع أنحاء العالم.

بدأ تنفيذ الفكرة فى أكتوبر 2024، عندما أجرت السلطات الاتصالات الأولى مع الخبراء الذين سيتولون مسؤولية تجديد هذه المرافق، والتي ستخصص لها حوالى 220 مليون فرنك سويسرى، بقيمة اليوم، 250 مليون دولار.

وقال لويس هنرى ديلاريز، قائد وكالة الحماية المدنية فى كانتون فود، فى السنوات المقبلة، يريد الاتحاد، سويسرا، إلغاء بعض الاستثناءات من القواعد الحالية وتحديث بعض أقدم الملاجئ، الذى أضاف أن هذا «لا يعنى أننا نستعد للصراع، هذه ليست الرسالة، ولكن لدينا شبكة من الملاجئ ونحن بحاجة إلى صيانتها والتأكد من أنها صالحة للعمل».

وأضاف ديلاريز: «فى سويسرا، نحن بعيدو النظر»، وأضاف: هناك قول مأثور لاتينى يقول: إذا كنت تريد السلام، استعد للحرب، ونحن نريد ذلك، نضمن مرونة سويسرا فى حالة نشوب صراع مسلح.

وتبنت سويسرا موقفًا محايدًا تجاه الصراعات العالمية فى عام 1815، وظلت بمعزل عن هذه الأحداث منذ ذلك الحين، ومع ذلك، بسبب الاحتلال الفرنسى فى القرن الثامن عشر وبعض القصف الجوى خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح لديها شبكة واسعة من المخابئ فى جميع أنحاء البلاد.


شيدت ألمانيا أكثر من 5000 ملجأ خلال الحرب العالمية الثانية
 

كما هو الحال فى ألمانيا، فقد شيدت ألمانيا أكثر من 5000 ملجأ خلال الحرب العالمية الثانية، وهى الآن تدرس إعادة استخدامها، وتعتقد ألمانيا قد حان لإعادة تأهيلها مجددا. وحذر رالف تيسلر، مدير المكتب الاتحادى للحماية المدنية والإغاثة من الكوارث (BBK)، من أن البلاد ليست مستعدة لحرب عدوانية واسعة النطاق، ودعا إلى تعبئة وطنية عاجلة لتكييف البنية التحتية الحالية (من الأنفاق ومحطات المترو إلى الأقبية ومواقف السيارات) كملاجئ قادرة على حماية مليون شخص.

 

وتكمن الأزمة فى ألمانيا أن المخابئ قديمة، وتحتاج إلى تجديدات شاملة، من بين 2000 مخبأ ورثتها من الحرب الباردة، 580 منها فقط تعمل، ولا تستوعب سوى 0.5% من السكان، وفى المقابل، تمتلك فنلندا 50,000 مساحة حماية تغطى 85% من سكانها.

 

ويقدر تيسلر، أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 10 مليارات يورو بحلول عام 2028 لتغطية احتياجات الحماية المدنية الأساسية، و30 مليار يورو على مدى السنوات العشر المقبلة. فى هذا التخصيص من الميزانية، تتنافس الحماية المدنية مع قطاعات استراتيجية لا تقل أهمية، مما يجعل النقاش قضية سياسية رفيعة المستوى للبلاد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق