تمكّنت وحدة حماية الأراضي في العاصمة المؤقتة عدن، يوم السبت، من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على أحد أشهر سماسرة الأراضي في مديرية خور مكسر.

ويُتهم هذا الشخص، المدعو (ع.ا.ك)، بالاستيلاء على الممتلكات العامة باستخدام القوة المسلّحة وبيعها بطرق غير مشروعة، مما أثار غضب المواطنين واستياء السلطات المحلية.

العملية الأمنية: جهود استباقية وملاحقة دقيقة

جاءت هذه العملية بناءً على مذكرة رسمية صادرة عن مأمور مديرية خور مكسر، عواس الزهري، التي أكدت تورط (ع.ا.ك) ومجموعة مسلحة تعمل تحت إمرته في الاستيلاء على الحدائق والمتنفسات العامة التابعة للدولة في وحدة جوار (614).

وأثناء قيام دوريات وحدة حماية الأراضي بعمليات تمشيط روتينية في المنطقة، لاحظت الدوريات وجود أعمال بسط جديدة على تلك الأراضي.

وفي محاولة لمواجهة القوات الأمنية، أطلق (ع.ا.ك) ورفاقه المسلحين النار بشكل كثيف لردعهم ومنعهم من تنفيذ مهمتهم. إلا أن قائد وحدة حماية الأراضي، المقدم كمال الحالمي، أمر على الفور بتعزيز التواجد الأمني والعسكري في الموقع، مما أدى إلى ملاحقة العصابة وإلقاء القبض على شقيق زعيمها، بالإضافة إلى حجز مركبة كان يستخدمها في عملياته غير القانونية. وتم الإفراج عن الشقيق لاحقًا بكفالة قضائية بعد التحقيقات الأولية.

القبض على المتهم الرئيسي

وبعد عمليات متابعة دقيقة ومراقبة مستمرة، تمكنت القوات الأمنية من القبض على المتهم الرئيسي (ع.ا.ك) أثناء قيامه بأعمال بسط غير قانونية في إحدى حدائق وحدة جوار (614). يُصنّف المتهم ضمن كبار سماسرة الأراضي الذين يعتمدون على العنف المسلح والتهديد للاستيلاء على الأراضي العامة وتحويلها إلى ملكية خاصة بهدف بيعها للمواطنين بطرق غير مشروعة.

وتشير التقارير إلى أن السلطات تلقّت العديد من الشكاوى ضد (ع.ا.ك) من قبل المواطنين المحليين، فضلًا عن المذكرات الرسمية التي أصدرها مأمور المديرية والتي أكدت استمرار اعتداءاته على ممتلكات الدولة دون أي رادع.

تأكيد رسمي على تطبيق القانون

من جانبه، أكد المقدم كمال الحالمي، قائد وحدة حماية الأراضي، أن الوحدة لن تتساهل مع أي طرف يحاول الاستيلاء على الممتلكات العامة أو الخاصة.

وقال الحالمي في تصريح صحفي: "إننا ملتزمون بتطبيق القانون بكل حزم وصرامة ضد جميع المخالفين، ولن نسمح لأي شخص باستغلال الظروف لتحقيق مكاسب غير قانونية على حساب حقوق المواطنين وممتلكات الدولة".

وشدد الحالمي على أن وحدة حماية الأراضي ستواصل جهودها لمكافحة ظاهرة الاستيلاء على الأراضي العامة، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية والإبلاغ عن أي محاولات مشبوهة قد تؤدي إلى فقدان الممتلكات العامة.

ردود فعل المواطنين

لاقت العملية الأمنية استحسانًا واسعًا بين سكان منطقة خور مكسر، حيث أعرب العديد منهم عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي وصفوها بأنها خطوة إيجابية نحو استعادة الحقوق المسلوبة ومعاقبة المعتدين على الممتلكات العامة.

وأكد المواطنون أن مثل هذه العمليات تعزز الثقة في الأجهزة الأمنية وتبعث رسالة واضحة بأن القانون سيُطبّق على الجميع دون استثناء.

خلفية القضية

ظاهرة الاستيلاء على الأراضي العامة ليست جديدة في عدن، حيث شهدت المدينة خلال السنوات الماضية انتشارًا واسعًا لهذه الظاهرة نتيجة الفوضى الأمنية وضعف الرقابة.

وقد استغل البعض هذه الظروف للاستيلاء على الأراضي والحدائق العامة وتحويلها إلى مشاريع تجارية أو بيعها بأسعار مرتفعة، مما أثار استياء المواطنين وأضر بمصالحهم.

خطة مستقبلية لمكافحة الظاهرة

بدورها، أعلنت وحدة حماية الأراضي عن خطتها المستقبلية لمكافحة هذه الظاهرة، والتي تتضمن تعزيز الدوريات الأمنية في المناطق المستهدفة، وتكثيف الجهود الرقابية بالتنسيق مع السلطات المحلية، بالإضافة إلى توعية المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة وكيفية الإبلاغ عن أي محاولات مشبوهة.