قالت صحيفة واشنطن بوست إن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد لم تؤد فقط إلى تراجع الجيش السورى لسنوات إلى الوراء، ولكن كشفت أيضا، وبحسب خبراء طبقة أخرى من الدفاعات الإيرانية فى المنقطة، لتترك إيران مكشوفة أكثر مما كانت عليه خلال عقود.
وذكرت الصحيفة أن الضعف المتزايد لإيران قد أثار حالة من القلق داخل حكومته، وأشعل مخاوف من أن صراعها المتصاعد بشكل ثابت مع إسرائيل، يمكن أن يدخل قريبا مرحلة أكثر خطورة.
ويتحدث أنصار النظام الإيراني من المتشددين بشكل معلن وأكثر تكرارا عن تبنى سياسة الردع النووي لإحباط أي هجوم إسرائيلى محتمل. فى حين أن هناك آمال بين المعارضة المحاصرة بأن تداعى النفوذ الإيراني فى الخارج يمكن ان يؤدى إلى تخفيف قبضة الحكم فى الداخل.
وبعد الإطاحة بالأسد، الذى سبقه رحيل مفاجئ للمستشارين الإيرانيين وانسحاب القوات الإقليمية الحليفة، استغلت إسرائيل فراغ السلطة لتدمير قدر واسع من البنية التحتية السورية. ودمرت مئات الضربات الطائرات الحربية والمروحيات والأسلحة وأغلب البحرية.
ورغم مزاعم إسرائيل بأن هدف الضربات منه سقوط العتاد العسكرية فى يد المسلحين، إلا أن الخبراء قالوا إن الهجوم تستهدف إضعاف إيران. ففي ظل حكم الأسد الذى استمر عقودا، نشرت إيران مسئولين عسكريين فى سوريا لتعزيز نظامه، وحماية الطرق التي تستخدمها لإرسال أسلحة لحزب الله ووكلائها.
وكان نظام الرادار السورى السابق قادرا على تحذير إيران مبكرا من أي هجوم إسرائيلى، بحسب ما قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلية السابق يورام سكويتزر، مشيرا إلى إن إيران كانت دائما جزء من الصورة.
من ناحية أخرى، قال جريجورى برو، محلل الشأن الإيرانى فى مجموعة يوراشيا، إن الدفاعات الجوية الروسية كانت عاملا مقيدا أيضا لقدرة إسرائيل على المناورة فى المنطقة.
وتابع قائلا إن إسرائيل لديها الآن طريق واضح نحو إيران، وستواصل على الأرجح أن يكون لديها طريقا للمستقبل القريب، مشيرا إلى أن إعادة بناء أو إحلال العتاد المدمرة قد يستغرق سنوات.
وقال برو أيضا إن إيران أصبحت مكشوفة بالفعل، وقد اثبتت هجمات أكتوبر ذلك، وهى الهجمات التي وجهتها إسرائيل لبعض المواقع الحساية فى إيران. وشبه برو موقف إيران الاستراتيجي بالموق الذى واجهته فى الثمانينيات خلال حربها مع العراق، أو فى عام 2003 عند الغزو الامريكى للعراق.
0 تعليق