في مطلع عام 2025، شهدت أوروبا تطورًا غير مسبوق في قطاع الطاقة، حيث توقفت صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى الدول الأوروبية بعد انتهاء اتفاقية العبور بين الطرفين.
إغلاق تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا
هذا الحدث جاء عقب فشل موسكو وكييف في التوصل إلى اتفاق جديد يضمن استمرار تدفق الغاز، مما أثار مخاوف من تأثير هذا التوقف على إمدادات الطاقة في أوروبا خلال فصل الشتاء.
نهاية طريق الغاز السوفيتي
يعد هذا التوقف نهاية لواحد من أقدم طرق تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، وهو ما يمثل تطورًا مهمًا في العلاقة الاقتصادية بين روسيا وأوكرانيا. فمنذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، تدهورت العلاقات بين البلدين، ما أدى إلى توقف أوكرانيا عن شراء الغاز الروسي في العام التالي.
وكان هذا التوقف جزءًا من تداعيات الحرب المستمرة، التي أسفرت عن تغيرات جذرية في أسواق الطاقة الأوروبية.
موقف أوكرانيا وروسيا
وفي تصريحات لوزير الطاقة الأوكراني، "جيرمان جالوشينكو"، أشار إلى أن بلاده قد اتخذت قرارًا تاريخيًا بوقف عبور الغاز الروسي، مضيفًا أن أوروبا قد بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات للتخلي عن الغاز الروسي. وفي ظل التصعيد العسكري الذي بدأ في فبراير 2022، تمسكت أوكرانيا بعدم تمديد الاتفاق بسبب الحرب المستمرة.
روسيا تبحث عن بدائل عبر "ترك ستريم"
رغم انتهاء اتفاقية العبور عبر أوكرانيا، استمرت روسيا في تصدير الغاز إلى أوروبا من خلال خط أنابيب "ترك ستريم"، الذي يمر عبر البحر الأسود. هذا الخط يمد أوروبا بالغاز عبر تركيا ويشمل خطين: أحدهما مخصص للسوق المحلية التركية والآخر يزود دول وسط أوروبا مثل المجر وصربيا. ولكن رغم أنه يعد بديلًا مهمًا، فإنه لا يعوض بالكامل النقص الناتج عن التوقف عبر أوكرانيا.
تداعيات اقتصادية وخسائر مالية ضخمة
مع نهاية الاتفاق، سيواجه الطرفان خسائر مالية ضخمة. فقد توقعت أوكرانيا فقدان حوالي 800 مليون دولار سنويًا من رسوم العبور، بينما ستتكبد شركة "غازبروم" الروسية خسارة تقدر بنحو خمسة مليارات دولار في مبيعات الغاز. هذه الخسائر تأتي في وقت حساس، حيث تسعى أوروبا جاهدة لتقليص اعتمادها على الطاقة الروسية، في حين تسعى روسيا لإيجاد أسواق بديلة في ظل الحرب المستمرة.
تأثير التوقف على أوروبا وروسيا
من خلال إعلان شركة "غازبروم" عبر "تيليجرام" عن توقف إمدادات الغاز عبر أوكرانيا ابتداءً من 1 يناير 2025، تزايدت المخاوف من تأثير هذا التوقف على استقرار أسواق الطاقة الأوروبية.
وأكدت وزارة الطاقة الأوكرانية أن هذا القرار جاء لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مما يعكس التوترات المستمرة بين البلدين.
إن هذا التوقف في إمدادات الغاز يعد مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين روسيا وأوكرانيا، ويعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب، فيما تواصل أوروبا البحث عن حلول بديلة لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
0 تعليق