شهدت المناطق الواقعة قرب مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا تصعيدًا عسكريًا مكثفًا، حيث قصفت المدفعية التركية، الأربعاء، مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة. جاء ذلك بعد إعلان "قسد" إسقاط طائرة تركية مسيرة من طراز بيرقدار TB2 في منطقة جسر قرقوزاق.
وأفادت مصادر محلية أن القصف التركي استهدف منطقة جسر قرقوزاق وقرية بير حسو جنوبي كوباني، مما تسبب في تدمير ممتلكات مدنية وتضرر العديد من المنازل. وأوضحت التقارير أن الجيش التركي شن هجومه من قواعده في قرية الهوشرية بمحيط منبج، حيث تم تسجيل ستة قذائف مدفعية على الأقل.
هجمات جوية واستهداف للبنية التحتية
لم يقتصر التصعيد على القصف المدفعي، إذ استهدفت طائرة مسيرة تركية معمل السكر في بلدة دير حافر شرق حلب. وأدى الهجوم إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنشأة التي تُعتبر أحد الموارد الاقتصادية الهامة في المنطقة.
كما شنت الفصائل الموالية لتركيا هجمات مدفعية على مناطق جنوب سد تشرين، بما في ذلك قرية خربة زمالة، في إطار محاولتها التقدم والسيطرة على هذه المناطق. ورافقت هذه الهجمات اشتباكات عنيفة بين الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية، مما زاد من تعقيد الوضع الميداني.
التصعيد وتأثيراته على المدنيين
التصعيد الأخير يأتي في ظل توتر مستمر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا. وتشهد المناطق الشمالية من سوريا هجمات متبادلة بين الجانبين، مع تصاعد الهجمات الجوية والمدفعية في الأشهر الأخيرة.
وأثار القصف التركي مخاوف من تزايد معاناة المدنيين، حيث ألحقت الهجمات أضرارًا جسيمة بالمنازل والبنية التحتية، ما يفاقم من الوضع الإنساني في المناطق المتضررة. ويرى مراقبون أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نزوح جديد للسكان، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني في سوريا.
الدلالات السياسية والعسكرية للتصعيد
إسقاط الطائرة التركية المسيرة يُعد تطورًا لافتًا في سياق الصراع، حيث يعتبر ذلك تحديًا مباشرًا لأنقرة ويزيد من احتمال تصعيد الرد التركي. ومع استمرار الاشتباكات والهجمات المتبادلة، يتوقع خبراء أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التوتر العسكري بين الجانبين، ما يعقد الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
آفاق التصعيد والتهدئة
في ظل هذا الوضع، يبقى التساؤل مطروحًا حول قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على الحد من التصعيد المستمر. ورغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف الأعمال العدائية، فإن الوضع الميداني يشير إلى استمرار النزاع، خاصة مع تمسك تركيا بعملياتها العسكرية لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي.
0 تعليق