ماذا لو لم يكن مفتاح الشفاء يكمن في الدواء الذي تتناوله فحسب، بل في الاعتقاد بأنه سينجح؟ هذا هو جوهر تأثير الدواء الوهمي، وهي الظاهرة التي يشعر فيها الناس بتحسن حقيقي في حالتهم لمجرد اعتقادهم أنهم يتلقون العلاج، حتى لو لم يكن العلاج يحتوي على مكونات فعالة.
من تخفيف الألم إلى تحسين الحالة المزاجية، يثير تأثير الدواء الوهمي سؤالاً: هل يمكن للعقل وحده أن يكون أداة قوية بما يكفي للشفاء؟ في حين قد يبدو الأمر وكأنه شيء غريب ، فإن العلم يدعم الارتباط العميق بين العقل والجسد، ما يشير إلى أن التفكير الإيجابي والإيمان والتوقعات يمكن أن تؤدي أحيانًا إلى الشفاء الحقيقي.
ما هو تأثير الدواء الوهمي؟
حول ذلك أوضحت الدكتورة تقى شرف الدين أخصائية الطب النفسى بجامعة المنوفية أن العلاج الوهمى له تأثير على بعض أمراض معينة، فمن الممكن ان الشخص يتناول علاج غير مؤثر ولكنه يشعر بتحسن، خصوصًا إذا كانت المشكلة فى التوتر أو القلق أو النوم مثلا.
وأضافت الطبيبة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه في بعض الحالات نوصف للمريض الذى يعانى من القلق والتوتر، دواء مسكن لا يوجد لها تأثير لكى نستطيع أن نحدد هل لديه أعراض حقيقة أم هو تأثير وهمى
فيما يصف تقرير موقع "onlymyhealth"، تأثير الدواء الوهمي بأنه التحسن في حالة المريض على الرغم من تلقيه علاجًا غير نشط، وينشأ هذا التحسن من التوقعات الشخصية وليس من أي إجراء بيولوجي للعلاج، تلعب عوامل مثل العلاقة بين المريض والطبيب والحالة العقلية والتجارب السابقة دورًا مهمًا.
ودعمًا لهذا الرأي، يشير التقرير إلى أن العقل يمكن أن يكون أداة قوية حقًا، تساعد الجسم على الشفاء من خلال تقليل التوتر، وفي بعض الحالات، يكون التأثير قويًا بما يكفي للمساهمة في تخفيف الأعراض.
كيف يعمل تأثير الدواء الوهمي
تأثير الدواء الوهمي يرتبط غالبًا بالتفكير الإيجابي والإيمان بفعالية العلاج، حيث يعتمد تأثير الدواء الوهمي على آليات نفسية مثل:
توقعات التحسن: الإيمان القوي بالتعافي ينشط أنظمة المكافأة في الدماغ، مما يعزز التفاؤل وتخفيف الأعراض.الاستجابات المشروطة: يمكن للتجارب السابقة مع العلاجات أن تعمل على تكييف الدماغ لربط إشارات معينة بالشفاء.
ويسلط التقرير الضوء على الأبحاث التي أظهرت أن علاجات الدواء الوهمي وفرت 50% من تخفيف الألم الذي تحققه الأدوية الفعالة لعلاج الصداع النصفي.
تأثير الدواء الوهمي في الحالات المزمنة والنفسية الجسدية
يتجلى تأثير الدواء الوهمي في الحالات التي تنطوي على أعراض مزمنة أو نفسية جسدية، مثل القلق والاكتئاب والألم، حيث تشير الأبحاث إلى أن تدخلات الدواء الوهمي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في النواقل العصبية والهرمونات والمنظمات المناعية".
حدود تأثير الدواء الوهمي
على الرغم من إمكاناته، فإن تأثير الدواء الوهمي له حدود واضحة، حسب التقرير لا يستطيع الدواء الوهمي التحكم في مستويات السكر في الدم، أو زيادة كثافة العظام، أو خفض ضغط الدم، ولكنه يساعدك على البقاء أكثر هدوءًا وإيجابية، مما يعزز فعالية العلاجات الفعلية".
ويحذر التقرير إنه في حين أن تأثير الدواء الوهمي يمكن أن يقلل من التوتر ويحسن من الرفاهية، فإنه لا يعالج السبب الجذري للأمراض مثل العدوى أو السرطان، تتطلب هذه الحالات تدخلات طبية قائمة على الأدلة".
0 تعليق