في 6 يناير 1946، ولدت شخصية استثنائية في قرية القرنة بالأقصر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ونشأ الطيب في بيت عريق ينتمي إلى أسرة آل الطيب الصوفية، حيث تجذرت فيه قيم العلم والتصوف منذ الصغر.
مسيرة علمية زاخرة
بدأ الإمام الطيب رحلته التعليمية في الأزهر الشريف، حيث حصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969، وتابع دراساته العليا ليحصل على الماجستير في 1971 والدكتوراه في 1977. شغل العديد من المناصب المرموقة، أبرزها مفتي الديار المصرية عام 2002، ورئيس جامعة الأزهر، إلى أن تولى مشيخة الأزهر في مارس 2010.
دور ريادي في مواجهة التحديات
تُعرف فترة مشيخة الدكتور الطيب بالعديد من الإنجازات، مثل تأسيس "بيت الزكاة والصدقات المصري"، الذي قدم دعماً مالياً كبيراً للمحتاجين، خصوصاً خلال أزمة كورونا. كما أسهم في تنظيم عمل المؤسسات الدينية لتعزيز التعاون بينها.
جهود دولية وحوارات فكرية
تمكن الطيب من ترك بصمة عالمية من خلال زياراته لأوروبا ولقاءاته مع مثقفين وقادة الفكر، حيث جمع بين الأكاديمي المتخصص في الفلسفة الإسلامية والحوار الحضاري. شُهد له بالدعوة إلى التسامح ونبذ العنف، مؤسساً لمنهج وسطي يجمع بين الأصالة والتجديد.
مؤلفات علمية مميزة
ترك الإمام الطيب إرثاً علمياً غنياً، من أبرز أعماله:
"الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي".
"مدخل لدراسة المنطق القديم".
"مباحث الوجود والماهية".
شخصية استثنائية
جمع الإمام الطيب بين العالم المتبحر والداعية الوسطي، مما أكسبه احتراماً داخلياً ودولياً. استمر في الدعوة إلى الحوار، الحفاظ على هوية المجتمع، ودعم القضايا العادلة، ليكون رمزاً إسلامياً يجمع بين العلم والعمل.
بهذا، يظل الإمام الطيب نموذجاً يُحتذى به في التمسك بالقيم الإسلامية، ودعمه للفكر الوسطي الذي يجمع بين الموروث الثقافي والانفتاح على العالم.
في ذكرى ميلاده الـ79، يبقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رمزاً إسلامياً شامخاً، يجسد قيم العلم والحوار والتسامح.
ومسيرته الحافلة بالعطاء العلمي والديني والاجتماعي تؤكد مكانته كقائدٍ يسعى لتحقيق الخير للإنسانية، مستلهماً روح الأزهر الشريف وتعاليمه الوسطية.
برؤيته الحكيمة وإنجازاته البارزة، يواصل الإمام الطيب ترك بصمة خالدة في تاريخ الإسلام والمجتمع العالمي، مؤكداً أن الأزهر سيظل منارة للعلم والسلام.
0 تعليق