قال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، إنه لا توجد صورة واضحة لما يجري في سوريا، ولاسيما بالنسبة للمستقبل، مضيفًا أن هناك خيارات عدة مطروحة، مؤكدًا: «نعتمد على تجربة الثورات الملونة في عدد من الدول، وهناك تطورات تتراوح بين الخطورة الأقل أو الأكثر في الوضع الداخلي لمكونات المجتمع السوري».
وأضاف زاسبكين، خلال مداخلة في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه يتمنى أن يتم تحقيق الثوابت والمبادئ المتفق عليها في المجتمع الدولي، مثل الحوار الوطني، والتوافق، والانتقال السلمي السياسي، هذه أمور تشترك فيها الغالبية العظمى من الأطراف الخارجية المعنية.
وتابع قائلاً: «في نفس الوقت، لدينا أهدافنا الروسية، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية العلاقة السورية-الروسية في عهد نظام بشار الأسد، مثل تأمين الأمن للمواطنين الروس والحفاظ على الحضور العسكري الروسي في سوريا، هذه الأمور قيد التفاوض مع السلطة الجديدة».
وواصل قائلاً: «نتمنى أن يكون لروسيا دور مستقبلي في سوريا إذا تحقق الاستقرار، ورغبت السلطات الجديدة في تطوير العلاقات مع عدد من الأطراف الخارجية، وإذا كان هناك تنوع في المصالح والعلاقات، فموسكو سيكون لها دور، أما إذا كان هناك احتكار لطرف أو طرفين معاديين لروسيا، فطبيعة الحال سيحدث إعادة تموضع للموقف الروسي، وكل الخيارات الآن مطروحة».
على صعيد أخر يرى المحلل السياسي نيكولاي كوزانوف أن سقوط نظام الأسد قد ألحق ضرراً بالمصالح الروسية على نحو يتجاوز حدود سوريا .فأولا، يعد انهيار النظام بمثابة ضربة خطيرة لسمعة روسيا كحليف موثوق به قادر على ضمان بقاء شركائه.
وقال كوزانوف ، وهو أستاذ مساعد باحث، بمركز دراسات الخليج بجامعة فطر، وزميل استشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في معهد تشاتام هاوس، إنه منذ تدخلها العسكري في عام 2015، تضع آلة موسكو للدعاية ، روسيا في موقع ضامن الاستقرار وحامي للنظم(عادة الديكتاتورية( ،من الضغط الخارجي والتهديدات الداخلية .
وأضاف كوزانوف ، في تقرير لمعهد تشاتام هاوس (والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية) أن خسارة الأسد سوف تقوض ثقة الحلفاء المحتملين في الضمانات الروسية . وعلى الأقل ،سوف يكون من الصعب بالنسبة لموسكو أن تقول " إننا لا نتخلى عن أي أحد".
وفقدت روسيا أيضا استثماراتها ، وليس فقط القروض بملايين الدولارات التي قدمتها لنظام الأسد ، بل ذهبت الجهود العسكرية والدبلوماسية للحفاظ على الأسد هباء ببساطة ، ولن تجلب أي مكاسب، وكان الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ فترة طويلة رمزا لثقل موسكو السياسي في شؤون الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك ،فإن الوجود العسكري لروسيا في سوريا أدى بشكل كبير إلى تحالف موسكو الحالي مع إيران.
وتابع كازانوف أنه مع سقوط الأسد ، فقدت موسكو هذا النفوذ ولكنه قد أظهر بوضوح أن من المبكر ( أو ربما فات الأوان ) بالنسبة لروسيا أن تؤكد نفسها كقوة عالمية.
0 تعليق