أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الكذب يمثل مخالفة للواقع ولما أراده الله من خلقه، ووصفه بأنه افتراء على الله عز وجل.

وأشار جمعة في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن الكذب يتحقق بالعمد، موضحًا: "إذا أخطأ الإنسان دون تعمد، كأن يعتقد عدم وجود مال في جيبه ثم يكتشف العكس، فهذا خطأ وليس كذبًا؛ لأن الكذب يرتبط بتعمد مخالفة الحقيقة ونسبتها إلى الله".

وأوضح أن تحريم الكذب يهدف إلى بناء مجتمع قائم على الشفافية، مشيرًا إلى أن التخلص من الكذب يتطلب تربية وصبرًا، لأن الإنسان قد يكذب بدافع الخوف، الخجل، المصلحة، أو حتى بدافع الاعتياد وحب المخالفة.

وأضاف أن الكذب بلا داعٍ يعكس خللًا في النفس، وقد ورد في الحديث الشريف: «لا يزال الرجل يكذب ويكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا».

كما شدد جمعة على خطورة الكذب على الإيمان، إذ قال النبي ﷺ:

- «أيسرق المؤمن؟» قال: «نعم».

- «أيزني المؤمن؟» قال: «نعم».

- «أيكذب المؤمن؟» قال: «لا».

وأكد أن الله لا يوفق الكاذب، فالكذب مهلك لصاحبه حتى لو بدا له أنه ينجيه، بينما الصدق هو سبيل النجاة حتى في أصعب المواقف.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعوة إلى الصدق والابتعاد عن الكذب، لما له من آثار سلبية على النفس والمجتمع، مؤكدًا أن الصدق هو الطريق إلى التوفيق الإلهي.