كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن طهران أبلغت واشنطن مسبقًا بموعد الضربة الصاروخية التي استهدفت قاعدة العديد الجوية في قطر، في ردها على القصف الأميركي لمنشآت نووية داخل إيران.

وقال ترمب، في تصريحات إعلامية مساء اليوم الأربعاء، إن الإيرانيين تواصلوا مع واشنطن قبل تنفيذ الهجوم، وسألوا: "هل الواحدة ظهرًا توقيت مناسب للإطلاق؟"، مشيرًا إلى أنه رد عليهم بالموافقة، قائلاً: "لا بأس".

ومساء الإثنين، أعلنت إيران قصف قاعدة العديد الجوية في العاصمة القطرية الدوحة، فيما قالت إنه رد على الهجوم الأميركي الذي دمّر منشآت نووية في أصفهان وفوردو ونطنز.

وأفادت القوات المسلحة الإيرانية، في بيان رسمي، بأنها أطلقت "صواريخ مدمرة" على قاعدة العديد، التي وصفتها بأنها "من نقاط الضعف الرئيسية للولايات المتحدة". وفي العاصمة القطرية الدوحة، دوّت أصوات انفجارات وتم إغلاق المجال الجوي مؤقتًا إثر الهجوم.

وفي أول تعليق رسمي له، وصف ترمب الضربة الإيرانية بأنها "ضعيفة للغاية"، وأكد أن الدفاعات الأميركية أسقطت 13 من أصل 15 صاروخًا، فيما سقط أحد الصاروخين المتبقيين في منطقة غير مأهولة، دون أن يُسفر الهجوم عن أي إصابات بين الجنود الأميركيين أو القطريين.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن بلاده تمكنت من التصدي بفعالية للهجوم، مشيدًا بتعاون الدوحة، وموجّهًا شكره لأمير قطر على "جهوده من أجل السلام".

كما عبّر ترمب عن "امتنانه" لإيران لأنها أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم مسبقًا، ما ساعد على تجنّب وقوع خسائر في الأرواح، بحسب تعبيره.

وأضاف: "لقد حان وقت السلام"، معربًا عن أمله في أن تسير إيران نحو التهدئة، مؤكدًا أنه سيشجع إسرائيل على اتباع المسار ذاته.

وفي السياق نفسه، أعلن ترمب أن مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران ستُعقد خلال الأسبوع المقبل، عقب أيام فقط من تصاعد عسكري بين الطرفين بلغ ذروته مع قصف أميركي غير مسبوق لمواقع نووية داخل إيران.

وقارن ترمب تأثير القصف الجوي على المنشآت النووية الإيرانية بنهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن "الضربة كانت حاسمة، والأضرار جسيمة"، على الرغم من أن بعض التقييمات الاستخباراتية ما زالت "غير قاطعة".

وأكدت إيران من جانبها أن منشآتها النووية تعرضت لأضرار كبيرة، وتعمل حاليًا على تقييم حجم الخسائر، وسط تزايد الترقب بشأن مصير التصعيد العسكري ومدى انعكاسه على مفاوضات مقبلة.