قالت دراسة جديدة إن صغار هذه العناكب تُطلق إشارات اجتماعية تمنع الإخوة من التهام بعضهم البعض أحياء. لكنها ترى في جثث النافقين منهم فريسة سهلة.

تعيش عناكب المتاهة (Agelena labyrinthica) في جميع أنحاء أوروبا وتقضي معظم حياتها بمفردها، تتغذى على الحشرات الصغيرة، وإذا سنحت الفرصة، فإنها تلتهم عناكب متاهة أخرى. ورغم ميلها لالتهام لحوم بني جنسها، تكتفي الصغار بمشاركة أشقائها العيش في شبكاتها.

الدراسة نشرتها مجلة "سلوك الحيوان"، حيث اختبر الباحثون قدرة أشقاء العناكب على التحمّل وذلك بحرمان صغار عناكب المتاهة المُربّاة في المختبر من الطعام. أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت العناكب الصغيرة الجائعة ستنقلب على بعضها البعض، ولكن، ولدهشة الباحثين، ظلت العناكب الصغيرة مهذبة.

قال مؤلفا الدراسة أنطوان ليمبيرور، طالب دكتوراه، ورافائيل جينسون، باحث أول، وكلاهما بجامعة تولوز الفرنسية والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، لموقع livescience: "حتى عندما تكون العناكب جائعة، يمكن أن تكون شديدة التحمّل لأشقائها الأحياء، مع وجود إشارات قوية تمنع أكل لحوم شقيقاتها". ولكن، هذه الإشارات لا تنشط إلا عندما تكون العناكب على قيد الحياة، لأن صغار العناكب تتغذى بسعادة على إخوتها وأخواتها بعد نفوقها، وفقًا للدراسة.

تعيش عناكب المتاهة في شبكات ذات أنظمة أنفاق معقدة، أو ما يُعرف بالمتاهات. تضع الإناث بيضها وتفقسه -حوالي 130 بيضة -في الحجرة المركزية لهذه الشبكات خلال الصيف. وتبقى الفراخ الناتجة في الشبكة مع أمهاتها طوال الشتاء، قبل أن تخرج في الربيع، وفقًا لمحمية ساوثويك كانتري بارك الطبيعية في إنجلترا.

تعيش صغار العناكب في البداية على صفار البيض الذي تفقس فيه، حيث تحتفظ به في بطونها، وتأكل أمها إذا نفقت. ويمكنها أيضًا اصطياد الذباب في غضون أيام من الفقس، لذا تستطيع الصيد في سن مبكرة.

كتب ليمبيرور وجينسون أن الأشقاء الأحياء يرسلون "إشارة حياة" إلى بعضهم البعض من خلال المواد الكيميائية، وهي إحدى طرق تواصل العناكب. ويعتزم العلماء بحث التركيبة الكيميائية لهذه الإشارة. 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل