اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن التوترات والصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية، خاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, وما أدى إليه من تداعيات سلبية ليس فقط على القضية الفلسطينية وتفاقم معاناة الفلسطينيين, ولكن أيضا ارتفاع منسوب التوتر الإقليمي, أظهرت أن مصر تظل دائما هي ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولفتت إلى أن القاهرة تجسد تيار الاعتدال والحكمة في السياسة الخارجية، والتي ترتكز على أسس صلبة وراسخة في الانحياز للقانون الدولي وتسوية الصراعات والحروب والأزمات بالطرق السلمية، في إطار الحفاظ على وحدة وسيادة الدول ودعم الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية، خاصة الجيش والشرطة ورفض كل أشكال التدخلات الخارجية والميليشياوية التي عانتها العديد من دول المنطقة.

وأوضحت أنه في مقابل تيار التطرف والميليشياوية الذي يقود المنطقة إلى الهاوية ويتغذى على إشعال الحرائق والصراعات, تجسد مصر دائما نموذج الحكمة والتحرك بفاعلية لإطفاء الحرائق في الإقليم والعمل على تسوية الأزمات والصراعات داخل بعض الدول العربية انطلاقا من مبدأ مصر الراسخ وهو الانحياز لمصلحة الشعوب العربية, كما أن مصر شكلت صمام الأمان للقضية الفلسطينية, والتي واجهت تحديات غير مسبوقة كادت تعصف بها خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية المتشددة ذريعة لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري للفلسطينيين عبر إستراتيجية الجحيم وتحويل قطاع غزة إلى مكان لا يمكن العيش فيه, حيث تصدت مصر بكل حسم وقوة لمخطط تهجير الفلسطينيين باعتباره جريمة حرب تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتستوجب محاكمة ومحاسبة مرتكبيها ويستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أنه بالتوازي عملت مصر على وقف نزيف الدم الفلسطيني عبر جهودها المضنية، التي نجحت في وقف الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني الماضي, والذي انقلبت عليه الحكومة الإسرائيلية واستأنفت العدوان على الفلسطينيين.

ولفتت إلى أنه رغم التحديات المختلفة تواصل مصر جهودها مع الشركاء من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية. وبالتوازى تسعى لإطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من جذوره, باعتباره السبيل الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة, لأن كل الأزمات والصراعات والتوترات في المنطقة هي عرض للمرض الأساسي المتمثل في غياب حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.