كشفت مصادر عن رسالة إيرانية شديدة اللهجة وُجِّهت إلى قادة الفصائل الشيعية في العراق، تضمنت تعليمات صارمة بـ"عدم استفزاز الأميركيين والإسرائيليين"، محذرةً من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى هجمات مماثلة لتلك التي تستهدف الحوثيين في اليمن.

إسماعيل قاآني يحمل رسالة الإنذار إلى بغداد
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن المصادر التي وصفتها بالموثوقة، أن إسماعيل قاآني، قائد "قوة القدس" في "الحرس الثوري الإيراني"، حمل هذه الرسالة خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، حيث شدد على قادة الفصائل بعدم تنفيذ أي نشاط عسكري خلال هذه الفترة الحرجة. كما أكد أن "الهجمات الأميركية على مواقع الحوثيين قد تمتد سريعًا إلى بغداد إذا تمادت الفصائل العراقية في أي تحركات مستفزة".

ونقلت المصادر عن أحد قادة الفصائل أن "التوجيهات الإيرانية كانت صارمة بعدم التصعيد"، مضيفًا أن "قادة الفصائل شعروا بالارتياح بسبب شدة الضغوط التي يواجهونها منذ أشهر".

وبحسب المعلومات، فإن طهران باتت على قناعة بأن واشنطن لن تتردد في توجيه ضربات ضد أهداف داخل العراق في حال رصدت أي ردود فعل ميدانية لدعم الحوثيين.

الحوثيون يغلقون مقراً استراتيجياً في بغداد
في سياق متصل، أكدت المصادر أن جماعة الحوثي أخلت مقرًا مهمًا لها في أحد الأحياء الراقية وسط بغداد، بالقرب من المنطقة الخضراء، بعد أن تلقت توصية بلهجة حادة من فصيل شيعي عراقي بضرورة إغلاقه فورًا، بناء على أوامر إيرانية.

وكشفت المصادر أن الحزب الشيعي الذي سهل فتح هذا المقر في 2023، هو نفسه الذي ضغط لإغلاقه، مع ازدياد الضغوط الدولية وبدء الضربات الأميركية على الحوثيين.

وكان المقر يرفع شعارات مؤيدة لعبد الملك الحوثي ويشرف على أنشطة إعلامية وتجارية، لكنه أصبح عبئًا سياسيًا مع تصاعد الضغوط.

وأفادت المصادر أن الجماعة تفكر أيضًا في إغلاق مقرين آخرين في بغداد ومدينة جنوبية أخرى، وسط تشديد الضغوط من قيادات *الإطار التنسيقي*، التي تحاول تهدئة التوترات في العراق وتجنب أي تصعيد قد يجر البلاد إلى صراع أوسع.

من جهة أخرى، نفت الحكومة العراقية بشكل رسمي تقارير إعلامية زعمت استخدام الحوثيين لمعسكر في منطقة الخالص بمحافظة ديالى لتدريب مقاتليهم، وذلك ردًا على تقرير نشرته "فورين بوليسي".