الطاقة المتجددة في بريطانيا يهزمها "البرد".. هل يوفر الغاز الكهرباء؟ (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اقرأ في هذا المقال

  • • 12 ألف توربين رياح في بريطانيا توفر نظريًا 30 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء
  • • إنتاج الطاقة الشمسية في بريطانيا يعادل 1.5 غيغاواط على مدار العام
  • • تراجع توليد الكهرباء بالفحم والطاقة النووية في بريطانيا يعزز دور الغاز الطبيعي

عجزت مصادر الطاقة المتجددة في بريطانيا، وتحديدًا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، عن تزويد البريطانيين بالكهرباء الكافية وسط موجة البرد، التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي.

وتسببت ظاهرة التوليد الموسمي المتقلب للطاقة المتجددة "الهدوء المظلم" -بالألمانية دونكل فلاوت "dunkelflaute"- بتراجع إمدادات الكهرباء وسط موجة من درجات الحرارة المنخفضة، حسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ودفعت درجات الحرارة المتجمدة الطلب على الكهرباء في البلاد إلى ارتفاع بلغ 50 غيغاواط يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو أعلى بكثير من ذروة الطلب البالغة 44.4 غيغاواط التي توقعتها هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني "نيسو" (Neso) في تقرير بعنوان "توقعات الشتاء" الخريف الماضي.

وأظهر إنتاج الطاقة المتجددة في بريطانيا تقطعًا وتراجعًا طويل الأمد، بينما تعتمد البلاد على الطاقة النووية واحتياطيات الغاز الطبيعي، مع تحذير شركة "بريتيش غاز" البريطانية (British Gas) من أنه لم يتبقَّ من الإمدادات سوى ما يكفي أسبوعًا واحدًا.

إمكانات الطاقة المتجددة في بريطانيا

مع بداية موجة البرد، يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، انخفضت إمكانات الطاقة المتجددة في بريطانيا، إذ أدت سرعات الرياح المنخفضة إلى تراجع إنتاج التوربينات البالغ عددها 12 ألف توربين -التي توفر نظريًا 30 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء- إلى 3 غيغاواط فقط.

وتكفي قدرة توليد الكهرباء هذه، تقريبًا، 2.2 مليون منزل فقط من أصل 28 مليون منزل في بريطانيا، حسب مقال لمحرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك.

محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك
محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك – الصورة من موقع لينكد إن

وقال جوناثان ليك: "أظهرت الطاقة الشمسية مشكلة التقطع نفسها، حيث يعادل إنتاجها 1.5 غيغاواط على مدار العام، وهو ما يكفي من الكهرباء نحو مليون منزل".

وأضاف: "في السابق، كانت الإجابة هي الفحم والطاقة النووية، وفي عام 1980، وفّر الفحم 76% من كهرباء المملكة المتحدة".

وأشار ليك إلى "إغلاق محطة راتكليف أون سور في مقاطعة نوتنغهامشاير، آخر محطة تعمل بالفحم في المملكة المتحدة، العام الماضي، ضمن إطار سياسة الحياد الكربوني".

إنتاج محطات الطاقة النووية

قال محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك: "إن إنتاج محطات الطاقة النووية في المملكة المتحدة بلغ ذروته في عام 1995 عند نحو 13 غيغاواط، أو نحو ربع احتياجات المملكة المتحدة".

وأوضح أن هذا الإنتاج تضاءل منذ ذلك الحين بسبب إغلاق محطات الكهرباء القديمة وتردُّد الساسة في استبدالها، حيث توفر، حاليًا، 5 غيغاواط فقط.

وأشار جوناثان ليك إلى أن هذه الخسائر جعلت أمن الطاقة في بريطانيا يعتمد بشكل متزايد على وقود واحد فقط - الغاز الطبيعي.

وأضاف: "أصبحت احتياطيات البلاد الشتوية منخفضة، ما أثار تحذير شركة سنتريكا (Centrica)، مالكة شركة بريتيش غاز، من أن هناك ما يكفي فقط في التخزين لمدة أسبوع إذا قُطِعت الإمدادات من خارج بريطانيا".

وفي العام الماضي، استهلكت المملكة المتحدة نحو 75 مليار متر مكعب من الغاز، أي ما يعادل تقريبًا 1100 متر مكعب للشخص الواحد.

ويُستعمل نحو ثلث هذا الغاز لتوليد الكهرباء، بينما يغذّي الباقي 25 مليون منزل وشركة تعتمد على غلايات الغاز للتدفئة والمياه الساخنة، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

اعتماد بريطانيا على الغاز لتوليد الكهرباء

نما اعتماد بريطانيا على الغاز لتوليد الكهرباء بالمعدل نفسه تقريبًا، مع تناقص إمداداتها من بحر الشمال.

وقبل عقدين من الزمان، كانت المملكة المتحدة تنتج نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

وقال محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك: "نتيجة لاستنزاف المشغّلين البحريين لأكبر الحقول، تقلصت الإمدادات بشكل طبيعي".

وأضاف: "بحلول عام 2012، انخفض إنتاج غاز بحر الشمال إلى نحو 38 مليار متر مكعب، وظل عند هذا المستوى حتى عام 2022".

ومن المتوقع حدوث انخفاضات طفيفة بمعدل 5% سنويًا من عام 2022 إلى 2030، مع استنزاف الحقول.

محطة راتكليف أون سور لتوليد الكهرباء من الفحم في بريطانيا
محطة راتكليف أون سور لتوليد الكهرباء من الفحم في بريطانيا – الصورة من صحيفة ذا تيليغراف

وأشار ليك إلى ضريبة الأرباح الاستثنائية، عندما رفعت حكومة المحافظين الضرائب على أرباح مشغّلي الحقول البحرية من 40% إلى 75%، ثم زادتها حكومة حزب العمال إلى 78%.

وهذا يعني أن الاستثمار اللازم للحفاظ على الإنتاج انخفض بشكل حادّ، وانخفض إنتاج المملكة المتحدة إلى 26 مليار متر مكعب في العام الماضي.

ومن المتوقع، حاليًا، إغلاق نحو 180 من حقول المملكة المتحدة البحرية، البالغ عددها 280 حقلًا بحلول عام 2030.

المملكة المتحدة تستورد الغاز النرويجي

في العام الماضي، استوردت المملكة المتحدة 29 مليار متر مكعب من الغاز النرويجي عبر خطوط الأنابيب تحت سطح البحر، وهذا يقارن بـ 26 مليار متر مكعب أنتجتها المملكة المتحدة من جرفها القاري.

ويرى محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك، أن هذا يجعل النرويج المصدر الرئيس للغاز في المملكة المتحدة، ويترك البلاد عرضة للمخاطر بدءًا من هجمات خطوط الأنابيب، إلى شغف الناخبين النرويجيين المتزايد بالسياسة الخضراء والحياد الكربوني.

محطة غراين لاستيراد الغاز المسال في المملكة المتحدة
محطة غراين لاستيراد الغاز المسال في المملكة المتحدة – الصورة من بلومبرغ

وأوضح ليك أن 3، على الأقل، من أحزاب النرويج السياسية الرائدة ملتزمة بالتخلي عن النفط والغاز.

وتتمثل المشكلة المباشرة في أن خطوط الأنابيب من النرويج قد وصلت إلى الحدّ الأقصى، وهو ما يترك المملكة المتحدة مع انكماش بحر الشمال بعجز يبلغ نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

وتعوض بريطانيا هذا العجز عن طريق استيراد الغاز المسال، ومعظمه من الولايات المتحدة وقطر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور

أخبار ذات صلة

0 تعليق