اقرأ في هذا المقال
- مدينة مصدر الإماراتية إحدى أهم مدن المستقبل استدامة في العالم
- المدينة تستهدف تأسيس مجتمع حضري متكامل منخفض الكربون
- تضم مدينة مصدر شبكة نقل ذكية ومتكاملة ونظيفة
- يحوي المشروع محطة طاقة شمسية ضخمة
تكثّف مدينة مصدر الإماراتية مساعيها الرامية للعثور على مقاولين بمواصفات خاصة، لديهم القدرة على تنفيذ تصميماتها المتوافقة مع أعلى معايير الاستدامة العالمية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن المدينة من بين أهم مدن المستقبل استدامة في العالم، بفضل تركيزها على الطاقة النظيفة في شتى جوانب الحياة بها، فإنها تواجه معضلة نقص المطورين الملمّين بمعايير الاستدامة وكيفية تطبيقها على الأرض.
وتستهدف مدينة مصدر التي انطلقت أعمال البناء فيها في عام 2008، تأسيس مجتمع حضري متكامل منخفض الكربون عبر تطبيق التقنيات النظيفة، إلى جانب منطقة حرة وأخرى سكنية ومطاعم ومتاجر تجزئة، وحدائق خضراء، وشبكة نقل ذكية ومتكاملة ونظيفة.
يُشار إلى أن مباني المدينة شُيدت باستعمال إسمنت منخفض الكربون، واستغلال 90% من الألومنيوم المعاد تدويره، كما تستهلك المباني طاقة ومياهًا أقل بنسبة 40% قياسًا بالمباني الأخرى المماثلة.
نقص المهارات
كشف مسؤولون في شركة مصدر الإماراتية عن حاجتهم إلى مقاولين يمتلكون المهارات الكافية لتلبية متطلبات مشروعاتها الطموحة.
وتتبع مدينة مصدر لشركة مبادلة للاستثمار، وهي ثاني أكبر صندوق حكومي في أبوظبي، بعد جهاز أبوظبي للاستثمار، غير أن المدينة تعمل في إطار هيكل مساهمين يضم -كذلك- شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وقال رئيس قسم التصميمات في مدينة مصدر، لوتز ويلغن، إن المطور الرئيس لمدينة مصدر لديه مناقصات عديدة للمباني، ولديه أهداف طموحة جدًا لتحسين الأداء البيئي، والتقييمات والعمر التشغيلي، وفق تصريحات أدلى بها إلى موقع آرابيان غلف بيزنس إنسايتس (Arabian Gulf Business Insight).
وأضاف ويلغن أن نقص المقاولين الماهرين هو بلا شك "جزء مما نواجهه في بيئة العمل الصعبة المليئة بالتحديات".
وتابع: "لديك مجموعة من المقاولين الذين لم يصنعوا شيئًا كهذا من قبل؛ ولذا فإن الأمر برمته يسبّب حالة من القلق التجاري"، مشيرًا إلى أن المقاولين المحليين ما يزالون بحاجة إلى تعلم الكثير بشأن معايير الاستدامة.
وما يفاقم تلك القضية هو تركيز الصناعة الأوسع نطاقًا على خفض التكلفة؛ وهو ما وصفه ويلغن بأنه "سباق إلى القاع"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تأخيرات متكررة
كان من المتوقع في البداية إنجاز مدينة مصدر، وهو مشروع طُرح في عام 2006، بحلول عام 2016، غير أنه ما يزال يواجه الآن تأخيرات متكررة، مع مد الجدول الزمني الذي جرت مراجعته إلى العام المقبل (2025).
وقال رئيس قسم التصميمات في مدينة مصدر، لوتز ويلغن: "نحن نواصل استكشاف ما يمكن فعله بشكل أفضل".
وفي هذا الصدد، قال ويلغن إن الخطة الأصلية تتطور كي توائم الواقع الحالي، مردفًا: "نعمل باستمرار لنرى ما يمكننا فعله بشكل أفضل، وكيف نتكيف مع الأوضاع الجديدة، وكل مدينة تتطور بمضي الوقت؛ ما يعني أنه يتعيّن عليها أن تتشكل من جديد".
وعلى الرغم من تلك التحديات، سلّط ويلغن الضوء على الإنجازات المحققة في مدينة مصدر، بما في ذلك مبنى "إن زاد 1" (NZ1) الإداري الذي افتُتح في العام الماضي (2023).
ويولّد المبنى جميع احتياجاته من الكهرباء في الموقع، كما يستهلك طاقة أقل بنسبة 53% من المباني المناظرة؛ ما يسلط الضوء على إمكانات كفاءة الطاقة حيادية الكربون والمياه، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مشروعات جديدة
تستهدف مشروعات جديدة، بما في ذلك "مدينة مصدر سكوير" و"ذا لينك"، كذلك وضع معايير جديدة في الاستدامة وبتصميمات طاقة حيادية الكربون ومواد مبتكرة.
إلى جانب ذلك، تطورت الخطة الرئيسة لمدينة مصدر كي تحقق التوازن بين الأهداف البيئية والجدوى المالية.
وفي هذا الخصوص أشار لوتز ويلغن إلى الخطة التي صُممت في الأصل على شكل مدينة مرتفعة على منصة، جرى تغييرها إلى بناء على مستوى الأرض لتقليل الكربون والتكاليف المتضمنة في المشروع.
وتابع: "بناء مدينة كاملة على ارتفاع كبير له بصمة كربونية هائلة"، مردفًا: "يتعيّن علينا أن نتوخى الحذر فيما يتعلق بكيفية التخلص من هذا الكربون، وعلينا كذلك أن ننظر إلى التكاليف المقترنة بالتمويل"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة الشمسية
تسعى مدينة مصدر لتعظيم الاستفادة من السطوع الشمسي المتواصل طوال العام في دولة الإمارات، عبر اعتمادها على توليد الكهرباء النظيفة باستعمال الألواح الشمسية المثبتة على أسطح المباني.
كما زُوّدت المرحلة الأولى فقط من المشروع بمحطة شمسية سعة 10 ميغاواط مدعومة بسلسلة من الأنظمة الشمسية الصغيرة المركبة على الأسطح لسد معظم احتياجات المدينة من الكهرباء الخضراء، ومن ثم إنهاء الحاجة إلى الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري.
ولعل ما يساعد المدينة على تحقيق تلك الأهداف هو تزويدها بأضخم التجهيزات الكهروضوئية في منطقة الشرق الأوسط.
إلى جانب ذلك، تُصمم طرقات مدينة مصدر بشكل يوفر ظلالًا كافية تُسهم في تلطيف درجات الحرارة؛ ما يحد من استعمال أجهزة التكييف الهوائي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق