نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في مثل هذا اليوم.. سليمان الحلبي يغتال الجنرال كليبر بالقاهرة – قصة بطل من حلب خلدها التاريخ, اليوم السبت 14 يونيو 2025 11:41 صباحاً
سليمان الحلبي، اسمه الكامل سليمان بن محمد أمين الحلبي، وُلد عام 1777 في مدينة حلب بسوريا، ومنها جاء لقبه المعروف، عُرف بتدينه وحرصه على طلب العلم، وسافر في شبابه إلى القدس ومنها إلى مصر، حيث التحق بـ الأزهر الشريف تحت غطاء الدراسة، لكن هدفه الأساسي كان مقاومة الاحتلال الفرنسي الذي كان يجثم على صدور المصريين بقيادة الجنرال كليبر.
خلفيات الاغتيال: الاحتلال الفرنسي ومآسي المصريين
في تلك الفترة، كانت الحملة الفرنسية على مصر قد دخلت مرحلة جديدة بعد رحيل نابليون بونابرت إلى أوروبا، وترك القيادة لخليفته كليبر عام 1799. لكن الأخير اتبع سياسة القمع الوحشي، حيث أخمد ثورة القاهرة الثانية وارتكب الجنود الفرنسيون مجازر مروعة، مما زاد من الاحتقان الشعبي.
في القدس، عُرض على الحلبي تنفيذ عملية اغتيال كليبر مقابل الإفراج عن والده، الذي كان مسجونًا في سوريا بسبب الضرائب. قبل المهمة بدافع شخصي وديني، وقرر أن يغتال القائد الفرنسي ثأرًا للمظلومين.
دخول القاهرة متنكرًا.. والخطة تبدأ من الأزهر
دخل الحلبي إلى القاهرة ضمن قافلة تجارية تحمل الصابون والدخان، وتنكر كطالب علم وافد إلى الأزهر. أبلغ بعض زملائه من السوريين القادمين من حلب بأنه جاء ليجاهد "في سبيل الله" ضد "الكفرة الفرنساوية"، بحسب تعبيره.
اغتيال كليبر في قلب القاهرة – 14 يونيو 1800
في 14 يونيو 1800، وبينما كان كليبر في قصره بـ حي الأزبكية ومعه كبير المهندسين الفرنسيين، دخل سليمان الحلبي متنكرًا في زي شحاذ. وعندما مد كليبر يده ليمنحه صدقة، باغته الحلبي بطعنات مفاجئة، أربع طعنات قاتلة أنهت حياة القائد الفرنسي في دقائق.
كما طعن كبير المهندسين أثناء محاولته الدفاع، لكنه لم يُقتل، وتمت مطاردة الحلبي فورًا من قبل الجنود، حيث اختبأ في حديقة قريبة، لكنهم قبضوا عليه ومعه الخنجر المستخدم في الجريمة، الذي لا يزال محفوظًا حتى اليوم في فرنسا.
محاكمة سليمان الحلبي: من الأزهر إلى تل العقارب
في اليوم التالي، 15 يونيو 1800، تم تشكيل محكمة عسكرية فرنسية من 9 قضاة برئاسة الجنرال رينيه. أُدين سليمان الحلبي وثلاثة من رفاقه، الذين لم يبلغوا السلطات عن خطته، وصدر حكم الإعدام بحقهم.
نُفذ الحكم في منطقة تل العقارب بمصر القديمة. وتضمن الحكم بحق الحلبي حرق يده اليمنى ثم الإعدام على الخازوق، وهي طريقة بشعة تهدف لترهيب الآخرين، شهد سليمان الحلبي إعدام رفاقه الثلاثة قبل أن يُنفذ فيه الحكم، وسط ذهول وصدمة شعبية.
مطالب بإعادة رفات سليمان الحلبي من فرنسا
بعد سنوات من الحادثة، أُرسلت جمجمة سليمان الحلبي إلى فرنسا لأغراض الدراسة، حيث كانت تُعرض في متاحف علمية، ومنذ ذلك الوقت، ظهرت دعوات مصرية وسورية تطالب بارجاع رفاته تكريمًا له باعتباره رمزًا من رموز المقاومة الوطنية ضد الاستعمار.
0 تعليق