مدينة الحرف التراثية تتألق في ساحات اليونسكو.. علي أصوات "الأنوال"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدينة الحرف التراثية تتألق في ساحات اليونسكو.. علي أصوات "الأنوال", اليوم الخميس 10 أبريل 2025 03:12 مساءً

تعد "ساقية أبو شعرة" إحدي قري مركز أشمون بمحافظة المنوفية، واحدة من قلاع صناعة الكليم البلدي والسجاد اليدوي سواء المصنوع من الحرير أو الصوف و الذي يتم تصديره داخليا وخارجيا، و القرية كانت تعتبر بحق عاصمة صناعة السجاد اليدوي في الشرق الأوسط، و الأكثر من ذلك أن منتجاتها كست متاحف وقصور أوروبا وأمريكا و طافت دول العالم في فترة ماضية، وبالتحديد في الثمانينيات، بدليل وجود سجادة معلقة علي أحد حوائط قصر الإليزيه بفرنسا مكتوب عليها "نسجت في ساقية أبو شعرة محافظة المنوفية جمهورية مصر العربية".

والقرية بتلك الصناعة التي اشتهرت بها علي مدار أكثر من 80 عاما تحدت مشكلة البطالة التي تعاني منها الدولة ولم تعد مشكلة حصول أبنائها علي فرص عمل بالقطاع الحكومي عبئا علي الدولة حتي وقت قريب، ويرجع احتراف أهالي القرية لهذه الصناعة إلي العصور الفرعونية فهي من القري المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية و يونانية ورومانية و إسلامية، وظلت القرية  محتفظة بصناعة السجاد حتي هذا الوقت وإن كانت تمضي نحو الانقراض. و رغم ذلك لم يخل منزل بها من نول نسيج يدوي، حيث تعتبر صناعة متوارثة أباً عن جد.

تعد قرية ساقية المنقدي مركز أشمون والتي لا يتجاوز عدد سكانها 15 ألف نسمة، رائدة صناعة الصدف بمصر و العالم العربي وتعد الأولي في تلك الصناعة علي مستوي الشرق الأوسط، وهي إحدي القري النموذجية التي حاربت البطالة ونجحت في قهرها بين شبابها، دون انتظار الوظيفة "الميري" مثل الملايين من بقية الشباب الآخرين بمختلف محافظات الجمهورية، لدرجة أن عبارة "أياديهم تلتف في حرير" أطلقت علي أبنائها، حيث يوجد بالقرية حوالي 100 ورشة لصناعة منتجات الصدف والتحف الفنية، ويعمل بكل منها نحو 10إلي 20 عاملا أي أكثر من ثلثي سكان القرية، بخلاف الورش الملحقة بالمنازل الريفية أو المجاورة للحقول، و تبلغ الطاقة الإنتاجية مليوني قطعة سنويا تقريبا، علاوة علي أن ورش خان الخليلي بحي الحسين بالقاهرة تعتمد علي أكثر من 80% من شباب القرية في العمل بها، و للأسف هناك بعض المشاكل التي تواجه هذه الصناعة و تهددها بالانقراض.

يقول محمود قوطة نقيب الحرفيين والمهن التراثية بالمنوفية "مؤسس صناعة الصدف بقرية ساقية المنقدي وأحد أبنائها": إن القرية تنتج ما تعرضه البازارات السياحية من علب أو مكعبات خشبية مطعمة بالصدف التي تستخدم للديكور و حفظ المجوهرات و الأشياء الثمينة، و التحف الفنية كالفازات وأطباق الزينة والكراسي، و الترابيزات و الأنتريهات والسفر و المكاتب وجميع الأثاث المصنوع من الخشب، و أزرار الملابس، والعاج "سن الفيل" وأطقم وطاولات الشطرنج، و العصي، لافتا إلي أن أبناء هذه القرية يتميزون بمهارة و حرفية عالية إلي جانب المعاصرة والتحديث في هذا الفن التراثي.

أشار نقيب الحرفيين إلي أن توقف سوريا عن تلك الصناعة ساهم في رواج منتجات الصدف محليا وخارجيا، وأن الاعتماد كليا في التسويق كان محليا قبل ثورة يناير 2011، لكنه عقب 30 يونيو تحول إلي السوق الخارجي، حيث يتم تصدير تلك المنتجات إلي مختلف الدول العربية كالسعودية وسلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين، مضيفا أنه سبق المشاركة في معارض للمنتجات التراثية بدول عمان والكويت والسعودية وتركيا وتونس والمغرب، كما تم الاشتراك بمعرض القاهرة الدولي، و الجامعة الأمريكية والغرفة التجارية، وتم عمل توأمة مع الجزائر، مطالبا ببروتوكول للمشاركة في المعارض المحلية والخارجية بصفة منتظمة، وكذا تخصيص قطعة أرض تابعة لجهاز مدينة السادات لإنشاء مصنع متطور علي الطراز الإسلامي لتصنيع منتجات الصدف، حيث قرر المحافظ الأسبق اللواء حسن حميدة في عام 2006 إنشاء قرية حرفية بالمدينة تضم جميع الحرف التي تشتهر بها المحافظة، ولكن عقب تركه لها لم يتم تفعيل القرار.

تعتبر قرية كفر المنشي التابعة للوحدة المحلية الأم "ابنهس" مركز قويسنا إحدي قلاع صناعة الأرابيسك في مصر والشرق الأوسط، لكن تخلي المسئولون عنها مما أدي إلي تعرضها للاندثار.

يقول جميل الصعيدي الملقب بـ "شيخ صناعة الأرابيسك بالقرية": يبلغ عدد سكان القرية حوالي 4 آلاف نسمة، و قد تعلمت تلك الحرفة علي يد فنانين بحي خان الخليلي و الأزهر بالقاهرة ونقلتها إلي القرية في الستينيات، حتي أصبح معظم أبناء القرية يعملون بها من خلال 500 ورشة داخل منازلهم منذ التسعينيات، و انتقلت تلك المهنة من القرية إلي قري أخري منها أبو الحسن وميت أبوشيخة بقويسنا، وطنبشا ببركة السبع، وميت الموز بشبين الكوم، إلا أن تلك الحرفة التراثية واجهتها الكثير من المشاكل التي أدت إلي انهيارها و اضطر غالبية العاملين بها إلي هجرها واللجوء إلي أعمال أخري كالمعمار وقيادة سيارات الأجرة والتوك توك لعجزهم عن توفير متطلبات المعيشة لأسرهم، لدرجة أن عدد الورش التي ما زالت تعمل في تلك المهنة حاليا لا يتعدي أصابع اليد الواحدة، لافتا إلي أن منتجات القرية بعد أن وصلت كندا وبلجيكا وتركيا ومعظم الدول الأوروبية والأفريقية أصبح الإقبال ضعيفا عليها الآن.

أشار "الصعيدي" إلي أن معظم الورش الكبري أغلقت أبوابها بعد أن هجرتها العمالة وتكدس إنتاجها دون تسويق مما أدي لتلفه بسبب غياب الترويج أواضطرارهم للبيع بسعر بخس للتجار الوسطاء، موضحا أنهم لم يتمكنوا من المشاركة في المعارض بمنتج متكامل بسبب التكلفة، كما أن صناعة الأرابيسك "تراكيب وتعاشيق" مكملة وليست قائمة بمفردها، أي تحتاج إلي صناعة أخري مكملة كصناعة الأثاث "أنتريهات وحجرات النوم"، لكنهم تمكنوا من المشاركة لأول مرة في معرض القاهرة الدولي بدعم من المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية وقتئذ.

أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية عن حصول مدينة أشمون علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية وتصعيدها للتصفيات الدولية في مسابقة الانضمام لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية عالمياً في مجال "الحرف اليدوية والفنون التراثية" من قبل اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" ووزارة التعليم العالي و البحث العلمي.

أوضح المحافظ أنه تم اختيار مدينة أشمون لما تتميز به من تاريخ عريق وفريد في مجال الحرف التراثية و امتلاكها أربعة تكتلات حرفية كبري تعمل بها أياد ماهرة ترتقي للعالمية وهي السجاد اليدوي الحرير والصوف والقطن بقرية ساقية أبو شعرة، والتطعيم بالصدف بقرية ساقية المنقدي، وصناعة الفخار بقرية جريس، والتطريز بالسيرما بقرية شما، لافتا إلي أن ذلك جاء بعد الإعلان من قبل وزارة التنمية المحلية عن المسابقة العالمية للانضمام لشبكة اليونسكو للمدن المبدعة ديسمبر 2024، وتقدم للمسابقة 27 محافظة وتم اختيار 22 منها علي مستوي الجمهورية كان من ضمنها المنوفية مدينة أشمون كمرحلة أولي.

أكد المحافظ أن انضمام مدينة أشمون إلي شبكة اليونسكو تعد نقطة مضيئة تعزز من دورها كمركز رائد للحرف التقليدية في مصر، لافتا إلي أنها لعبت دوراً في اقتصاد مصر الإبداعي مما يؤهلها بجدارة إلي إحداث منافسة عالمية و الحصول علي مركز عالمي متميز في الحفاظ علي التراث غير المادي، ويعد إنجازاً يعكس التزامها بتحقيق رؤية مصر 2030 و خطوة نحو التنمية المستدامة وتعزيز دور المدن المصرية و وضع المنوفية علي خريطة تنمية و دعم التراث الثقافي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار ذات صلة

0 تعليق