على سبيل المثال، تتجدد خلايا الدم الحمراء كل 120 يوماً، بينما تتجدد خلايا الجلد الخارجية كل أربعة أسابيع. أما بطانة المعدة والأمعاء، فتُستبدل خلال أقل من أسبوع بسبب تعرضها المستمر للطعام والأحماض. حتى العظام، التي نعتقد أنها ثابتة، يتم تجديدها بالكامل تقريباً كل عشر سنوات. والكبد، المعروف بقدرته العالية على التعافي، ينتج خلايا جديدة كل عدة أشهر، ويمكن أن يتحسن بشكل ملحوظ إذا توقف الشخص عن شرب الكحول.

لكن كيف يعرف الجسم متى يبدأ في التجدد؟

بحسب البروفيسور سوميت بال سينغ، فإن الجسم يبدأ هذه العملية عندما يكتشف إصابة أو تلفاً في أحد الأنسجة. حينها يرسل إشارات تنبه الخلايا إلى الحاجة لإصلاح الضرر، إما عن طريق إنتاج خلايا جديدة، أو عبر تكوين نسيج ندبي. المشكلة أن هذا النسيج الندبي، رغم أنه يملأ الفراغ، إلا أنه لا يعمل بنفس كفاءة الأنسجة الأصلية، وقد يعيق عملية الشفاء.

ولماذا تنجح بعض الأنسجة في التجدد أكثر من غيرها؟

الجلد والكبد مثلاً يملكان قدرة كبيرة على التجدد، بينما القلب والجهاز العصبي المركزي لا يستطيعان التعافي بسهولة، وغالباً ما يُكوّنان ندوباً بعد الإصابة. هذا التفاوت يرجع إلى اختلافات تطورية وأيضاً إلى عوامل مثل الجينات، العمر، ونمط الحياة.

فالناس الأصغر سناً يتعافون بسرعة أكبر من كبار السن، كما أن العوامل الوراثية تلعب دوراً في تحديد قدرة الجسم على الشفاء. أما العوامل البيئية مثل التلوث، وسوء التغذية، والتوتر المزمن، فقد تُضعف قدرة الجسم على إصلاح نفسه.

ويؤكد الخبراء أن النوم الجيد، والتغذية المتوازنة، والمزاج الإيجابي، جميعها تساعد على دعم عملية التجدد. حتى التمارين الرياضية تُفيد ليس فقط العضلات، بل أيضاً خلايا الكبد والدماغ. وأظهرت بعض الدراسات أن تقليل السعرات الحرارية قد يُبطئ الشيخوخة ويُحفّز الجسم على التجدد بشكل أفضل.

إلا أن هذا لا يمنع استمرار بعض الأمراض المزمنة، رغم هذه القدرات الرائعة للجسم. ويعود السبب إلى أن الضرر أحياناً يكون أسرع من قدرة الجسم على التعافي، مما يؤدي إلى تشكّل ندوب بدلاً من خلايا سليمة، وبالتالي تتراجع وظيفة العضو المصاب. كما أن التقدم في العمر، والطفرات الجينية، ونقص الخلايا الجذعية، كلها عوامل تقلل من فعالية عملية التجدد مع مرور الوقت.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل