الثلاثاء 14 يناير 2025 | 12:23 مساءً
تغذية الجنين داخل رحم الأم
كشف باحثون من جامعة كامبريدج عن آلية بيولوجية معقدة تمكن الأجنة من خلالها التحكم في نوعية الغذاء الذي يتلقونه من أمهاتهم أثناء فترة الحمل، ووفقًا للدراسة، فإن الجنين يستخدم جينًا ورثه عن والده للتأثير على عملية الأيض لدى الأم، مما يساعده على الحصول على المغذيات التي يحتاجها لنموه وتطوره.
تحكم الأجنة من نوعية الغذاء
في دراسة نشرت في دورية "Cell Metabolism" المرموقة، والتي تتخصص في دراسة العمليات الحيوية المتعلقة بتحويل الغذاء إلى طاقة داخل الخلايا، كشف فريق البحث عن دور حاسم لجين معين في الجنين، ويمنح الجنين القدرة على التأثير على جسم الأم بشكل مباشر، مما يساعده على الحصول على الكميات الكافية من المغذيات التي يحتاجها لنموه وتطوره خلال فترة الحمل.
ويوضح الباحثون، أن الجنين يمتلك القدرة على التحكم في جسم الأم بطريقة تشبه استخدام جهاز التحكم عن بعد، حيث يرسل إشارات هرمونية عبر المشيمة تؤثر بشكل مباشر على عملية الأيض لدى الأم، وبهذه الطريقة، يستطيع الجنين تعديل بيئة الرحم لتوفير أفضل الظروف لنموه وتطوره.
ويصف الفريق البحثي، العلاقة بين الجنين والأم أثناء الحمل بأنها "معركة من أجل الغذاء"، حيث يسعى كل منهما للحصول على أكبر قدر ممكن من المغذيات، ومع ذلك، يُشير الباحثون إلى أن هذا التفاعل يتميز بتوازن دقيق، حيث يجب على الجنين أن يحصل على ما يحتاجه لنموه دون أن يضر بصحة الأم، فالإفراط في طلب المغذيات قد يضر بصحة الأم ويؤثر على قدرتها على الحمل في المستقبل.
دور المشيمة
أظهرت دراسات حديثة أن المشيمة، وهي العضو الذي يربط بين الأم والجنين ويغذي نموه، تلعب دورًا حيويًا في التحكم في عملية التغذية داخل الرحم، فالمشيمة لا تقتصر وظيفتها على نقل الغذاء والأكسجين إلى الجنين، بل تقوم أيضًا بإفراز هرمونات تؤثر بشكل مباشر على جسم الأم، مما يضمن حصول الجنين على التغذية اللازمة لنموه وتطوره بشكل صحي.
وفي تصريح لها، أكدت الدكتورة أماندا بيري، أخصائية علوم الأجنة بجامعة كامبريدج، أن هذا البحث يمثل أول دليل قاطع على أن الجينات التي يرثها الجنين من الأب تلعب دورًا فعالًا في التأثير على تغذية الجنين داخل الرحم، موضحة أن هذه الجينات ترسل إشارات بيولوجية إلى الأم لضمان حصول الجنين على العناصر الغذائية اللازمة لنموه وتطوره.
التحكم عن بعد
من جهته، يشرح الدكتور ميجيل كونستانسيا، الأستاذ بمعهد "ويلكام إم.أر.سي" البحثي، أن الجنين يمتلك القدرة على التحكم في عملية التغذية داخل الرحم من خلال آلية معقدة تعتمد على الجينات، موضحًا أن هذه الآلية، التي تشبه التحكم عن بعد، تتأثر بشكل كبير بظاهرة التطبع الجيني، حيث يتم تفعيل أو تعطيل جينات معينة بناءً على مصدرها (الأب أو الأم)، وبالتالي، فإن تكوين الجنين الوراثي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد نوعية التغذية التي يحصل عليها.
معركة بيولوجية
من جانبه، يشرح الدكتور ميجيل كونستانسيا، الأستاذ بمعهد "ويلكام إم.أر.سي" البحثي، أن الجنين يمتلك القدرة على التحكم في عملية التغذية داخل الرحم من خلال آلية معقدة تعتمد على الجينات. وأوضح أن هذه الآلية، التي تشبه التحكم عن بعد، تتأثر بشكل كبير بظاهرة التطبع الجيني، حيث يتم تفعيل أو تعطيل جينات معينة بناءً على مصدرها (الأب أو الأم). وبالتالي، فإن تكوين الجنين الوراثي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد نوعية التغذية التي يحصل عليها.
ويشبه الدكتور كونستانسيا، العلاقة بين الجنين والأم أثناء الحمل بـ"معركة بيولوجية"، حيث يسعى الجنين جاهدًا للحصول على أكبر حصة من الموارد الغذائية المتاحة. ويرى أن الجينات التي يرثها الجنين من الأب تلعب دورًا حاسمًا في هذا الصراع، حيث تدفعه إلى السيطرة على عملية التغذية داخل الرحم، حتى لو كان ذلك على حساب صحة الأم.
0 تعليق