التاريخ السري للجماعة الإرهابية "5"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التاريخ السري للجماعة الإرهابية "5", اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:10 مساءً

تحول الغضب الشعبي إلي وقود سياسي ضد الأنظمة.. والتشكيك في المواقف الرسمية الوطنية 

تستغل كل صراع دولي أو إقليمي في العالم الإسلامي.. لإحياء خطابها التحريضي

تشجع علي استهداف مؤسسات الدولة.. تزرع الفوضي تحت غطاء نصرة الإسلام

الإخوان.. أخطر تنظيم أيديولوجي عرفته الأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث

كانت منذ يومها الأول مشروعاً سياسياً مرئياً.. يرتدي ثوب الدين ويخفي "مشروع الهدم"

منذ عام 1928 لم تغير الجماعة جلدها.. بل غيرت فقط أدواتها

اغتالت من خالفها.. كفَّرت من عارضها.. تحالفت مع أعداء الوطن 

مارست التدين الزائف.. وأقامت تنظيماً سرياً موازياً للدولة

وتقييم أثرها علي المجتمعات والدول. أعد الدراسة الفقيه المصري القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان : "جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة جرائم التنظيم منذ النشأة حتي اليوم دراسة تحليلية في الجذور. أيديولوجيا العنف. بنية التنظيم.التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي والرؤي المحتملة" 

ونتناول في الجزء الخامس من هذه الدراسة المهمة للغاية في الفكر القانوني الاستراتيجي للفقيه المصري ما يلي:

خلفية المشهد الإقليمي وتأثيراته علي الداخل المصري

يذكر الدكتور محمد خفاجي: تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا متصاعدًا بين إيران وإسرائيل. وهو ما يفتح المجال أمام جماعات متطرفة مثل "الإخوان المسلمين" لمحاولة توظيف هذه الحرب لصالح أجنداتهم. ففي أوقات النزاع الإقليمي. تنشط التنظيمات المتطرفة لاستغلال الانفعالات العاطفية والدينية للمواطنين. بهدف تحريضهم ضد الدولة وزرع الفوضي الداخلية تحت غطاء "نصرة الإسلام" أو "مواجهة العدو الصهيوني".

منهج الإخوان الإرهابية في استثمار النزاعات الإقليمية

يوضح د. محمد خفاجي أنه منذ تأسيسها. دأبت جماعة الإخوان علي استغلال كل صراع دولي أو إقليمي في العالم الإسلامي لإحياء خطابها التحريضي. وقد استخدمت ذلك لعدة أهداف منها :
1-إحياء مشروع "الخلافة الإسلامية" عبر الزعم بأن الحرب فرصة لعودة القيادة الإسلامية الموحدة.
2-التشكيك في شرعية النظم الوطنية من خلال ادّعاء تقاعسها في "نصرة قضايا الأمة".
3-التجنيد العاطفي والعقائدي في الأحياء الفقيرة والجامعات وبعض الزوايا.
4- توجيه الخطاب الديني نحو الكراهية السياسية بدلًا من التوعية الوطنية."

مخاطر استغلال الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية في الداخل المصري

يضيف: "تحاول الجماعة أن تقدم الحرب باعتبارها فرصة للثورة علي الأنظمة. وتشجع بشكل غير مباشر علي استهداف مؤسسات الدولة المصرية تحت ذريعة "التخاذل تجاه فلسطين أو القدس". ويتجسد هذا الخطر في عدة صور من أهمها: نشر الشائعات والأكاذيب ضد القوات المسلحة ومؤسسات الأمن وتشجيع ودعوة التظاهرات غير المشروعة في الشارع المصري وربط الموقف الرسمي المصري بمفاهيم دينية مضلّلة عن "الخيانة" أو "الردة".

خطوات المواجهة الاستباقية لمواجهة استغلال جماعة الإخوان الإرهابية للنزاع الإقليمي بين إسرائيل وإيران 
يقول د. محمد خفاجي في هذه النقطة الخطيرة :" يظهر واجب الدولة المصرية من خلال مؤسساتها الإعلامية والدينية والأمنية والرقمية في المواجهة الاستباقية لمواجهة استغلال جماعة الإخوان الإرهابية للنزاع الإقليميي بين إسرائيل وإيران فيما يلي:
1ـ الإعلام الوطني: يجب أن يؤدي الإعلام المصري دورًا توعويًا استباقيًا عبر تقديم تغطيات عقلانية. تكشف خلفيات النزاع الإيراني ـ الإسرائيلي. وتحذر من دعايات الجماعة الإرهابية.
2ـ الخطاب الديني الرسمي: تنشيط دور الأزهر ووزارة الأوقاف في فضح تسييس الدين. وتأكيد أن الدفاع عن قضايا الأمة لا يعني إسقاط الدولة.
3ـ التشريعات الأمنية: تعزيز الرقابة علي تمويلات الجمعيات والمنصات الإعلامية المشبوهة التي تديرها جماعة الإخوان الإرهابية أو من يتعاطف معها.
4ـ رصد الفضاء الإلكتروني: تكثيف الرقابة علي مواقع التواصل الاجتماعي لرصد الدعوات التحريضية والمخططات الإلكترونية المنظمة.
5ـ التربية الوطنية: دعم المناهج التعليمية التي تؤكد الانتماء الوطني والتمييز بين الانخراط الإيماني والانقياد السياسي."

دور المواطن المصري في إحباط مخططات الإخوان

يذكر د. محمد خفاجي أن " الوعي هو خط الدفاع الأول لذا يجب أن يرفض المواطن أن يكون أداة في معركة ليست وطنية. وعدم الانسياق وراء الخطاب الديني المزيف. والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو محاولات تحريضية في محيطه. وكذلك التمسك بثوابت الدولة ومؤسساتها وعدم الانجرار خلف أعداء الداخل."
ويضيف " صفوة القول  أن الحرب بين إيران وإسرائيل ليست صراعًا دينيًا كما تصوره جماعة الإخوان. بل صراع نفوذ معقّد تحاول الجماعة استثماره لتدمير الداخل المصري. كما فعلت في فترات سابقة خلال حروب وغزوات سابقة. والرأي عندي أن وعي المصريين ومؤسسات الدولة هو الحصن الأخير ضد هذه المخططات الممنهجة. التي ترتدي عباءة الدين لتخدم مشروعًا سياسيًا مشبوهًا عابرًا للحدود."


دراستنا ليست عن جماعة فشلت في الحكم فقط. بل عن تنظيم يُجدد نفسه عبر الفتن.. ويعيش علي أنقاض الشعوب

يعرض د. محمد خفاجي لنقطة خطيرة عن طبيعة دراسته من زاوية مستجدة في مقام أمن الدول واستراتيجيات مواجهة الفكر الإرهابي فيقول: " في زمن تختلط فيه الشعارات بالمؤامرات. والدين بالدم. والوطن بالمصالح العابرة للحدود. تقف جماعة الإخوان المسلمين كأخطر تنظيم أيديولوجي عرفته الأمة العربية والإسلامية في العصر الحديث. لم تكن جماعة دعوية كما ادّعت. ولا إصلاحية كما زعمت. بل كانت منذ يومها الأول مشروعًا سياسيًا مريبًا. يرتدي ثوب الدين. ويخفي في طيّاته مشروع هدم الدولة الوطنية."
ويضيف: " منذ 1928 وحتي اليوم. لم تغيّر الجماعة جلدها. بل غيرت فقط أدواتها. اغتالت من خالفها. وكفّرت من عارضها. وتحالفت مع أعداء الوطن إن اقتضي تمكينها. ولم تتردد في تسليم مفاتيح الدولة لمن يضمن بقاءها علي العرش ولو علي أنقاض الأوطان."
ويؤكد أن الجماعة "مارست التدين الزائف. وأقامت تنظيمًا سريًا موازيا للدولة. وفكرت بمنطق الغنيمة لا بالمسئولية. وبمفهوم "التمكين" لا "الوطن". وبمشروع "الخلافة" لا الجمهورية. وحين أسقطها الشعب في مصر. لم تتراجع. بل انتقلت إلي مرحلة الخيانة العلنية. وتحالفت مع أجهزة استخبارات أجنبية. وتموّلت من دول تسعي لإسقاط الدولة المصرية. وأدارت شبكات إعلامية وتحريضية وجمعيات توغل في أوروبا. لتقديم نفسها كبديلي "معتدل" وهي تخفي أنيابها في الظلام." 
ويضيف: " هذه ليست دراسة عن جماعة فشلت في الحكم فقط. بل عن تنظيم يُجدد نفسه عبر الفتن. ويعيش علي أنقاض الشعوب. ويُخفي مشروعًا عابرًا للأوطان. يجب فضحه وتفكيكه. وتحصين الأجيال منه قبل فوات الأوان".
جماعة الإخوان تتربص بالتطورات الإقليمية والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ودراستنا لا تروي القصة من زاوية عاطفية أو سياسية. بل من منظور تحليلي علمي صارم بناء علي دروس التاريخ وفلسفة إدارة وحكم الشعوب:
ويوضح د. محمد خفاجي عمق الفكر القانوني الاستراتيجي للدراسة فيقول: " في هذه الدراسة. لن نروي القصة من زاوية عاطفية أو سياسية. بل من منظور تحليلي علمي صارم بناء علي دروس التاريخ وفلسفة إدارة وحكم الشعوب. إن دراستنا كشفت عن الأسئلة التالية :كيف استخدمت الجماعة النصوص الدينية في خدمة مشروع سلطوي؟ كيف أنشأت تنظيمًا سريًا موازيًا للمجتمع والدولة؟ كيف تسلّلت إلي عواصم الغرب وموّلت الفوضي؟ كيف خطفت الثورة. ودمرت المجتمعات. باسم "الإسلام هو الحل"؟"
ويؤكد "أنه من المهم أن نخوض في جذور الفكر القطبي. ونكشف الستار عن أدوات التمكين. ومسارات التمويل. وعلاقات التنظيم بالجماعات الجهادية. وسنفضح كيف يحاول هذا الكيان ـ حتي اليوم ـ استغلال كل صراع إقليمي. من ليبيا وسوريا إلي حرب إيران وإسرائيل. لإعادة بث الفوضي في الداخل المصري."
يشير إلي "إن جماعة الإخوان تتربص بالتطورات الإقليمية والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. محاولة استغلالها لإعادة بث الفوضي بينما تتجه أنظار العالم إلي التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. تتربص جماعة الإخوان المسلمين بهذه التطورات الإقليمية محاولة استغلالها لإعادة بث الفوضي في الداخل المصري. فالجماعة التي سقط مشروعها في مصر بعد 2013. لم تتخلَّ عن حلم العودة. وهي تستغل كل مناسبة خارجية لتأليب الرأي العام. وخلق مناخ متوتر يعيدها إلي المشهد من بوابة الفتن."

عقيدة الإخوان في توظيف الصراعات الدولية

يوضح د. محمد خفاجي " أن جماعة الإخوان لم تكن يومًا تنظيمًا محليًا. بل كانت مشروعًا عالميًا يري أن أي حرب في الشرق الأوسط تصلح لتغذية أجندته عبر:
استثمار الخطاب الديني في تأجيج العاطفة الإسلامية. بزعم الدفاع عن القدس وفلسطين وتحويل الغضب الشعبي إلي وقود سياسي ضد الأنظمة. خصوصًا في مصر والتشكيك في المواقف الرسمية الوطنية. واتهام الدولة المصرية بالتخاذل أو التواطؤ وخلط الأوراق بين ما هو وطني وما هو عقائدي. فيُصبح نقد الجماعة خيانة للإسلام لا للسياسة."

أدوات الإخوان لاختراق المجتمع المصري وقت الأزمات

 أما أدوات الإخوان لاختراق المجتمع المصري وقت الأزمات فيقول د. محمد خفاجي "في كل توتر إقليمي. تفعل الجماعة الآتي:
1ـ الإعلام الإلكتروني والتحريض الرقمي: تفعيل لجان إلكترونية تنشر الأخبار الكاذبة عن موقف مصر من الحرب. وتصوير الصراع الإيراني الإسرائيلي علي أنه معركة "الخير والشر". واستغلالها لتأليب الجماهير. وترويج مصطلحات مشحونة مثل: " خيانة القضية". "صمت الحكومات". "دماء المسلمين". في سياق عاطفي هدفه ضرب الاستقرار الداخلي.
2ـ منابر الجماعة في الخارج : قنوات مثل "الشرق". "مكملين". و"وطن" تبث برامج مكثفة تدّعي أن مصر متواطئة مع إسرائيل أو صامتة عن الجرائم. وتستضيف شخصيات محسوبة علي الإخوان لطرح رؤي هدامة توهم المواطن أن الجماعة هي من تمثل الضمير الإسلامي.
3ـ الاستقطاب في بعض المساجد والمدارس والمجتمع : استغلال بعض الجمعيات والمراكز الثقافية غير الرسمية في القري والمناطق الشعبية لإعادة بث خطاب الكراهية السياسي المغلّف بالدين. وتوجيه شباب غير مثقف سياسياً نحو مفاهيم مثل "الجهاد". "التحرر". "الانتفاض علي الظالم". في محاولة لإحياء مشهد الفوضي الذي صاحب 2011.

لماذا تستهدف الجماعة مصر تحديدًا في هذا التوقيت؟

يطرح د. محمد خفاجي سؤالا مهما لماذا تستهدف الجماعة مصر تحديدًا في هذا التوقيت؟ فيقول " لأن الدولة المصرية تمثّل العقبة الأكبر أمام مشروع الجماعة الإقليمي. ولأن نجاح مصر في الحفاظ علي استقرارها وسط حروب المنطقة يفضح فشلهم. ولأن الجماعة تراهن علي الحرب لتشتيت الانتباه الأمني والوطني. فتنفذ عمليات تشويه وتشكيك في الداخل."

سيناريوهات الإخوان في حال توسّع الحرب

يستقرئ د. محمد خفاجي سيناريوهات الإخوان في حال توسّع الحرب فيما يلي :
1ـ تصعيد الحملات الإلكترونية لتشويه موقف مصر. خصوصًا إذا التزمت الحياد الدبلوماسي.
2ـ الدعوة لمظاهرات تحت غطاء التضامن مع فلسطين أو القدس. وهي في حقيقتها مظاهرات موجهة ضد الدولة.
3ـ تنشيط عناصر التنظيم النوعي (مثل مجموعات "حسم") للقيام بأعمال تخريبية داخلية لزعزعة الأمن.
4ـ محاولة استقطاب تعاطف الشارع مع أي ضحايا عرب. وتحويل الغضب إلي كراهية ضد المؤسسات الوطنية."

خطوات الدولة لحماية المصريين من اختراق الجماعة

يعرض د. محمد خفاجي لخطوات الدولة لحماية المصريين من اختراق الجماعة فيذكر المسائل التالية:
1ـ استباق إعلامي واعي: يتولي شرح طبيعة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي للرأي العام بطريقة علمية ووطنية. وتعرية خطاب الإخوان وإظهاره كخيانة للوطن تحت عباءة الدين.
2ـ تحصين الخطاب الديني: عن طريق توجيه الأئمة وخطباء الجمعة لرفض تحويل منابر العبادة إلي منابر حزبية. وتعزيز خطاب الوسطية والانتماء الوطني في المساجد.
3ـ المتابعة الإلكترونية: رصد وتحليل الحملات الرقمية الممولة ضد مصر. واتخاذ إجراءات قانونية ضد المحرضين داخل وخارج البلاد.
4ـ التنسيق الأمني الداخلي: مراقبة تحركات العناصر النائمة للتنظيم في القري والمراكز. وتعزيز الاستعدادات لأي محاولة لاستغلال الاحتجاجات أو التجمعات."

دور المواطن في المواجهة الوطنية

ويختتم الدكتور محمد خفاجي بدور المواطن في المواجهة الوطنية فيقول: علي المواطن عدم الانسياق خلف دعاوي التحريض والفتن. والتمييز بين الموقف الدبلوماسي المسؤول والخطاب العاطفي المدمر. والوعي بأن الجماعة لا تبحث عن فلسطين بقدر ما تبحث عن بوابة للعودة إلي الفوضي. والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو محاولات تعبئة دينية مسيسة.

 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار ذات صلة

0 تعليق