لكن من الطبيعي ان تثور المناقشات ويشتد الجدل بعد الفوز المفاجئ الذي حققه المهاجر المسلم الاوغندي المولد الهندي أو الباكستاني الاصل  زهران ممداني"33 سنة" بترشيح الحزب الديمقراطي لهذه الانتخابات بعد ان تغلب علي منافسه الرئيسي اندرو كومو "67 سنة" عمدة نيويورك السابق الذي سبق اجباره علي الاستقالة لتورطه في فضائح نسائية قبل أربع سنوات. وهو نجل عمدة نيويورك الاسبق الراحل ماريو كومو. ويتولي المنصب حاليا ليروي ادامز "65 سنة" وهو من السود وضابط شرطة سابق. ولم يحاول ترشيح نفسه لفترة جديدة.
ولايرجع هذا الجدل الي مجرد ان ممداني مسلم. ففي السنوات الاخيرة حقق مرشحون مسلمون انتصارات في انتخابات علي مستويات عديدة في العديد من الولايات بل علي المستوي الفيدرالي نفسه. فقد وصلت اثنتان من المسلمات وهما الفلسطينية رشيدة طليب والصومالية الحان عمر الي عضوية مجلس النواب.
ويقدر عدد المسلمين في الولايات المتحدة بحوالي 3,5 مليون نسمة.وهذا مجرد تقدير لانه لاتجري هناك احصائيات رسمية للأديان.
ويشتد الجدل لان ممداني المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية هزم منافسه اندرو كومو المعروف بتأييده الاعمي لاسرائيل  بامكانيات بسيطة في مواجهة 25 مليون دولار حصل عليها كومو من منظمة الايباك اليهودية لدعمه في المعركة الانتخابية امام منافسه المسلم المؤيد لفلسطين. ومع ذلك فاز ممداني بترشح الحزب وانهزم كومو الذي اعترف بهزيمته ووجه التهنئة الي منافسه. 
والمؤسف ان يعلق الرئيس الامريكي دونالد ترامب علي فوز ممداني بعبارات غير لائقة. وانضم اليه في  هجومه  غير اللائق كورتس سليوا المرشح المتوقع للحزب الجمهوري. 
 وهذا امر يثير القلق من ان يحدث شئ ما من وراء الكواليس للاطاحة بهذا المرشح المسلم وربما قتله وان يتم هذا الشئ بتواطؤ من داخل الحزب الديمقراطي مع جهات أخري. 
  وبات ممداني هدفًا رئيسيًا لترمب لأنه  يدلي دائما بتصريحات مؤيدة للفلسطينيين واتّهم إسرائيل بـ"الإبادة".
ومن المفارقات أنه يتمتع بتأييد السناتور الديمقراطي اليهودي بيرني ساندرز العضو عن ولاية فيرمونت وصاحب الانتقادات المستمرة لاسرائيل.
وربما وجد اعضاء الحزب في ممداني الذي هاجر الي الولايات المتحدة مع اسرته منذ كان في السابعة وجها جديدا بدلا من الوجوه التقليدية التي لم تقدم جديدا في حل مشاكل التفاحة  عندما شغلت هذا المنصب واقتصر ولاؤها بشكل رئيسي علي من اوصلوها الي منصبها بتبرعاتهم.
فالمدينة تعاني مشاكل عديدة ابرزها    تهالك البنية التحتية انتشار الجريمة بسبب فوضي حيازة  الاسلحة النارية. وهذه المشكلة بالذات لم تجد حلا في نيويورك او في غيرها من المدن والولايات الامريكية بسبب نفوذ شركات صناعة السلاح التي تدعم المرشحين في الانتخابات المختلفة بطريقة اطعم الفم تستح العين. ويظل ولاء المرشح بعد فوزه لمن ساعدوه وليس لمن يمثلهم.
 وهناك ارتفاع الاسعار حتي ان ايجار الشقة يصل الي ستة الاف دولار شهريا. هذا فضلا عن مشاكل اخري يضيق عنها هذا الموضع.
ويقول  ممداني الذي تنافس مع نحو عشرة مرشحين  في خطاب النصر الذي ألقاه محاطًا بأنصاره: "اليوم دخلنا التاريخ... فزنا لأن أهالي نيويورك دافعوا عن مدينة يمكنهم تحمل كلفة العيش فيها... مدينة حيث يمكنهم القيام بأكثر من مجرد الكفاح" من أجل تأمين حاجاتهم.  

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل